بالعلم وحده تساوى الجميع

الوحدة: 8- 12- 2021

 

ولمّا كان العلم سلاح الأمم في حربها وسلمها, هكذا تربينا على هذه المقولة, واستمتعنا بأحاديث أهلنا, عندما كانوا يحدثونا عن جهادهم في سبيل العلم, كيف كانوا يصحون باكراً, يقطعون المسافات الطويلة, متحمّلين حرّ المهاجرة, وقسوة عواصف الشتاء لكي يصلوا إلى مبتغاهم (العلم) بملابس خفيفة وأحذية قد شققتها قسوة الحياة.

يسهرون الليل للمطالعة على ضوء شمعة خفت لهيبها، وخاب وجهها، ويقرؤون في كتب مهترئة تناقلتها أجيال وراء أجيال.

سابقاً (بالعلم وحده تساوى ابن الغنيّ مع ابن الفقير), وكانت الآمال معلّقة لكل ابن حمل شهادة جامعية أن يريح عائلته من فاقة عاشوها عبر دراسته عندما كانت المدرسة شيئاً مقدّساً ومنقذاً.

اليوم ابن الفقير لا يتساوى مع ابن الغنيّ حتى بعلمه عندما صار العلم يُشترى ويباع, (معك قرش بتسوا قرش)، انتشار الجامعات الخاصة بكثرة والإقبال عليها بشدة والدروس الخصوصية حتى لطلاب الجامعة، ومعاهد للجامعات تعطي الدروس الخصوصية لطلاب الجامعة. فمن كان قادراً على ذلك فالطريق سالك ،ومن كان لا يملك المال، فطريقه مسدود مسدود.

أصبح العلم أيضاً (بمصاري), آمال معلّقة خابت على أصحاب الشهادات من أبناء الطبقة المتوسطة والفقيرة لتحسين أوضاع عائلاتهم ورفعها نحو سوية اقتصادية مقبولة.

نور محمّد حاتم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار