أطبّاء صغار مجتهدون حكماء في الإنسانية

الوحدة: 8- 12- 2021

 

كل الدروب تؤدي إلى روما، إلّا دُروب (بعض) الأطباء، في أماكن وشوارع فارهة وأزقّة مشهورة، فدروبهم تؤدي فقط إلى جيوب المرضى المتعبة، مع الاحتفاظ على أسماء راقية ممن يمتهنون فعل الخير على أُصوله بدون صور أو مناشير فيسبوكية، فالبعض من الأطباء الحكماء الكبار يتعاطون مع آجارهم كما يتعاملون مع أصناف موائدهم الملأى، كما أنّهم يتعاطوه أحياناً مع مستوى عمرهم المديد الذي سُخّر لخدمة الإنسان و(الإنسانية) بين أجهزة قديمة أكل الزمان عليها وشرب فيظنون أنفسهم أقران أبن سينا وابن النفيس.

أما ذلك الطبيب الشاب الذي نهل من علوم العصر الحديث بكافة أشكاله وأدواته ودخل أعماق الاختصاص وما يدور بدائرته، فقد لقّن اقرانه الصقور دُروساً بفعل الخير وخاصة خلال هذه الفترات الزمنية الصعبة، متعدّدة (الحروب)، فقد ظهرت أسماء شبابية ذاع صيتها بمجال الطب الحديث وملحقاته من تطورات وتكنولوجيا، وضعوا أنفسهم بخدمة الفقراء والمحتاجين ووظّفوا جلّ وقتهم ضمن أروقة مشافي الدولة ملجأ تلك الطبقة الهاربة من أعتاب الموت، وتخصيصهم أياماً للمعاينات المجانية، فلله دُركم وسدّد خطاكم أيها الأطباء الشباب، لقد أعلنتم الفوز بمرضاة الله ومباركة العيون الحزينة من خلال تعاملكم وإنسانيتكم الجامعة الّلطيفة، خلافاً لأطباء كان يُفترض أن يقوموا بهذه المبادرات الخلّاقة، لأن أعمارهم تُعتبر مقياساً طويلاً ودقيقاً لمعاناة الناس وعدم قدرتهم على محاكاة آجار الطبيب النسر ووصفته السحرية العتيقة.

سليمان حسين

تصفح المزيد..
آخر الأخبار