(في كانون كن.. وع الفقير حن)..

الوحد 6-12-2021 

 

كان عاماً مليئاً، ودعنا فيه العديد من الأحباب واستقبلنا فيه الكثير من المواليد الجدد، بين (البربارة) الغربية التي توافق 4 كانون الأول والبربارة الشرقية الموافقة ل 17 كانون الأول، يعلن كانون الأول بدء موسم الأعياد والاحتفالات، رغم الأجواء المتعبة، وازدياد انتشار إصابات ووفيات كورونا، وغياب الكهرباء 20 ساعة في اليوم وما يزيد، وما بين نار القوزلة والكوليفا (القمح والذرة المسلوقة) والقمحية وخبز الميلادي المرقوق بالزيت أو السمن والزبدة والذي تعده بعض الطوائف الإسلامية في ريف الساحل السوري احتفالاً بالبربارة إلى جانب إخوتهم المسيحيين، يذخر شهري كانون أول وثاني بالعديد من المناسبات الدينية المباركة والتي يعرفنا بها الدكتور غسان القيم بالترتيب من عيد القديس نقيولاوس العجائبي في 6 كانون الأول، إلى عيد الحبل بلا دنس في 8 كانون الأول وهو إحياء لذكرى حبل السيدة مريم العذراء بالسيد المسيح عليه السلام عبر الصلوات والقداديس التذكير بقصة السيدة مريم عليها السلام، فمناسبة 21 كانون الاول وهي بداية فصل الشتاء، حيث المربعانية في 22 كانون الأول والتي تستمر لمدة أربعين يوماً، ليأتي عيد الميلاد بتاريخ 24 كانون الأول، وعيد رأس السنة الميلادية بـ 31 كانون الأول، أما عيد الغطاس فيوافق 6 كانون الثاني وهو اليوم الذي عمد فيه السيد المسيح في نهر الأردن على يد يوحنا المعمدان ويسمى عند المسحيين بعيد الظهور حيث جاء السيد المسيح من الناصرة حينها، ثم تأتي مناسبة 13 كانون الثاني وهو عيد القوزلة (عيد رأس السنة االشرقية) ويعتبر هذا العيد من أكثر الأعياد شعبية لدى أهالي ريف الساحل والذين يقومون فيه بذبح الأضاحي، ليأتي عيد القديس انطونيوس الكبير بتاريخ 17 كانون الثاني، ثم عيد 19 كانون الثاني وهو عيد القداس والذي كان يحتفل فيه أغلب قرى الريف باحتفالية خاصة، بأن يقوم المحتفلون قبل انبلاج الفجر بالتسابق من سيصل أولاً إلى نبع القرية كي يتقدسوا بمياهه ويكسرون الجليد ثم يبدؤون الغناء فيقولون: يا قداس يا قديدوس لا تطلع فيني لاحب ولا نبوز..، ثم يأتي أخيراً 31 كانون الثاني ليعلن نهاية مربعانية الشتاء، ويختم القيم بالمثل الشعبي الذي يقول:  (في شهر كانون كن، وع الفقير حن) داعياً الجميع للتكافل والإحساس بالفقراء في هذه الأيام القاسية والباردة، وبالنسبة لاحتفال بعض الأقليات المسلمة بأعياد المسيحية فيشرح البعض أن السبب يعود ربما للاضطهاد الذي عاناه هؤلاء من قبل الاحتلال العثماني، ما جعلهم يتآخون إنسانياً مع جيرانهم المسيحيين الأقرب إليهم، فيما يردف البعض بأن هذه الأعياد هي استمرار لموروث إنساني غني ومتصل في المنطقة، فبعض احتفالات كرأس السنة الشرقية أقدم من المسيحية واليهودية حتى، كما أن نسب العديد من الأقليات المسلمة يعود لأجدادهم الغساسنة مثلاً والذين كانوا يعتنقون الدين المسيحي، ليبقى التآخي والتعاون والمحبة الأساس وعماد كل دين سماوي مر على هذه المنطقة المميزة بتنوعها وجماليتها، رغم كل الأهوال التي عاشتها عبر التاريخ.

رنا الحمدان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار