جَهلة الأربعين… الجنوح الجميل!

الوحدة: 6-12-2021

 

 

على الرغم من كل ما يبديه الرجل من صلابة وقسوة إلا أنه مخلوق جميل حساس إلى درجة كبيرة لا يستطيع الحياة بدون المرأة، فهو يعتمد عليها كثيراً في الحفاظ على توازنه النفسي والعقلي، ينشد المرأة يستقبل ذهنها أفكاره ويتسع قلبها لأفراحه وأتراحه وليست متفرجة سلبية على حياته بل تتماهى في أحداثها.

الأربعون سن حرجة من عمر الرجل… أزمة خريف العمر والقيام بتصرفات لا تلائم سنه، مرحلة الاضطرابات النفسية والهرمونية والتحولات التي تجعل الرجل يعيش مرحلة القلق من الشيخوخة ودنو موعد التقاعد من العمل، ويصعب عليه تحقيق التوازن والتوفيق بين حياته الزوجية وحياته الخاصة الاجتماعية والمهنية، وتناقضات ومشاعر متضاربة ولحظات طيش وتهور واستهتار ولا مبالاة.

سن الأربعين يترافق مع ظواهر جسدية يشعر بها الرجل، يحاصره ظهور الشيب في الرأس وتدلي البطن فوق الحزام وخفق البصر وضعف الذاكرة وما فعل الزمن بأسنانه وظهره وصوته وشعره وشاربه، وخاصة عندما تتمرد الزوجة على الزوج ولا تستسلم للعلاقة العاطفية الحميمة إلا كارهة أو تخضع بعناد وتأفف وتبدي مقاومة لمجابهة قوة الرجل، تستسلم ولا تتراخى وكأن الحب توارى بين تجعدات الوجه وثنايا البطن وليس أمام الرجل لمواجهة الوضع ولتعويض ما فقده من الأشباع إلا السعي خلف نساء أخريات أكثر استعداداً للإذعان لرغباته ظناً منه أن العلاقة خارج إطار المؤسسة الزوجية مجال لتغيير الروتين الذي يحتل ويخدر الحياة الزوجية، أو خلف حب يملأ حياتهم وينمي في نفوسهم مشاعر كانوا حسبوها ولت دونما رجعة، أو وراء زواج يكسر الروتين الذي أجبروا على التعود عليه.

غالباً ما تدفع الزوجة الثمن غالياً لمرحلة المراهقة المتأخرة للزوج التي غالباً ما تكون هي سببها والأولاد يضيعون بين حانا ومانا، حيث يعيش الرجل فورة مراهقة متأخرة تعيد حياته إلى بعض من مراحل العمر الجميل ويسعى بشكل أناني للعودة إلى مرحلة تجاوزها يبالغ في الاهتمام بشكله ومماشاة الموضة والعصر وإخفاء الشعر الأبيض بالصباغ أو ستر صلعته بما تيسر من خصلات جانبية، وبعض الرجال يترددون على عيادات التجميل لإزالة الترهلات والشحوم من بطونهم، تتغير نفسياتهم ولا تتغير شخصياتهم… فمن يلطف من حرارة آب اللهاب المستعرة في جوفهم ورؤوسهم…؟!

لكل مرحلة من العمر خطوطها وحظوظها والعمر ينضجها… فما العمل عندما يفشل الزوج في التمهيد لعلاقته الحميمة بالإشارات والملاحظات وتفشل مداعباته في تحريك سواكن رغبة زوجة تعاني من هبوط في ميزانها العاطفي ولا مجال للتغلب على الرهبة من الممارسة وإزالة القلق والتوتر العصبي…. فمن يمنعه من ارتكاب حماقة تدمر حياته وتخرب بيتهما إلى الأبد…؟!

الرجال في الأربعين مهددون بأكثر من علاقة ومنهم من يتباهى باخضرار عواطفه من جديد ويتفاخر بعلاقاته النسائية وقدرته على التعامل مع أكثر من صديقة وحبيبة، فما بالك عندما تلاقيه زوجته بتكشيرة فم يشبه فم الضبع وبعينين قادحتين بشرر الغيظ وبالشتائم والصراخ والتقصير في شؤونه وحاجاته…؟!

الزواج الثاني في أزمة دائماً فعندما يتزوج الرجل يتخلى عن مسؤولياته كزوج وأب وهناك مرارة تخفيها الزوجة عن ذكريات زواجها منه وتحكي بدموعها الهاطلة وآلامها الموجعة ما كابدته معه من الفقر المدقع والضيق وعناء تربية الأبناء حتى كبروا.

نعمان إبراهيم حميشة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار