الوحدة : 4-12-2021
كيف حالك وأنت تقف في المنتصف تريد الشيء ولا تريده، وأنت تود الاقتراب والابتعاد، تود أن تقترب قليلاً لكن تخشى على نفسك من المسافات وثنايا الطرق وتعاريج المنحدرات القاسية ودهاليز الزوايا المظلمة في الطريق.
أن نبقى عالقين في المنعطفات لا يميناً ولا شمالاً أفضل من حوادث الثقة.
تقف في المنتصف، تكتفي بالنظرات والسلامات العادية العابرة، تخاف احتراق القلوب، وانخفاض الروح، وانعتاق الأمل.
لا تقترب أكثر لأن لعنة الصدمة ستذهلك، أنت لست حملها.
لا يعجبهم ابتعادك، يريدون منك الاقتراب، المسافة ليست المرهقة، بل الاقتراب المرهق أكثر، وتغييب الروح أفضل من اقتراب بالنفاق والمصالح.
لست بحاجة إلى انكسارات جديدة فما زلت أحارب انكساراتي الماضية من فرط القرب، وأجمع شظايا السنين، أحارب في عمري الضائع، وأضمد جراح ذاكرتي الموجوعة، وروحي المجروحة.
ما رأيتُ في القرب إلا الندم، وخسارة كبرياء وألم، وعائدين من الخيبات وذاهبين إليها إلى ما لانهاية، فنحن في البعد أنقى وأغلى.
أبقَ في المنتصف لست بالبعيد ولا بالقريب، كن وسطاً بين الاقتراب والابتعاد، لا بعيداً ينسى ولا قريباً يكتفى منه، حتى نور الشمس يحرق عندما نبالغ في الاقتراب.
وحدك من سيستكمل الطريق، فبعدهم أو قربهم سيان، لم يخلقك الله لترضيهم، أرضِ ضميرك.
والبقاء بثبات في هذا الزمن يلزمه ترك مسافات أمان كالمسافات بين السيارات في شوارع مدينة حالكة السواد خوفاً من حادث مروع عند فقد السيطرة، فلنحارب لأجل البقاء بكل هذا الثبات، فأنا أستيقظ كل يوم لأحارب، أحارب فقط .
تيماء عزيز نصار