كانت شكوى وصارت حكاية!

الوحدة : 3-12-2021

كنا نتغاضى من أدبنا وخجلنا أمام جمهور الركاب عن 50 ليرة بحجة عدم توفر الصرافة بجيب السائقين واليوم 100 ليرة ﻷخسر من راتبي الذي ينحسر على 70 ألفاً ﻻ غير أكثر من 2000 أو 3000 ليرة كل شهر مهدورة فلا أكل فيها وﻻ شرب فتسأليني كيف ؟تسأل السيدة كريمة نفسها وتجيب..

أقول: ابني أصبح في الجامعة ونسكن في حي الحمام وهو ما خرجت به من هذه الدنيا فلا أملك أموالاً مدخرة بعد الطلاق من أكثر من 15 عاماً وأعترف أنه غير كل أبناء جيله وﻻ يكلفني ما فوق طاقتي ويرضى بما أمده به من مصروف فأعطيه مبلغاً بين اﻷلف واﻷلفين باليوم ومرات يخرج دون سؤال وفي القلب غصة ويأخذها مشياً على اﻷقدام بحجة عجقة السير فإن ذهب بالسرفيس أو باص النقل الداخلي ويعطيه خمسمائة ليرة يرد سريعاً السائق (أﻻ يوجد بجيبك مئة ﻷعطيك مئتين ) فتبدو على وجه ابني الوسيم (طول وعرض) ابتسامة صفراء ﻻ من مرض وﻻ من غباء ومكرهاً يرد كما غيره من الرفاق (الله يسامحك) فإذا حسبتها بالشهر ألفين وثلاثة.. لما هذا اﻻستهتار بالمال الخاص والعام فهو موظف ويقبض راتبه من دائرته أيرضى لولده هذه الحال أم أن له بطاقة إعفاء.

ﻻ أريد لولدي أن يفكر بالعمل أريد أن يكون ناجحاً في جامعته فهو في السنة التحضيرية ويصبح ذا شأن ويعيش حياة كريمة ينسى ما عشناه من شقاء وبؤس بعد أن هجرنا والده منذ سنين ونسينا ولم يسأل عنا يوماً وسمعنا أنه تزوج في حلب وابتعد.

أرجو وأستجير المسؤولين أن يوفروا بين أيدي السائقين أوراقاً نقدية من فئة المئة ليرة، وهي عندهم ﻻ قيمة لها وعندنا كبيرة بالجمع والحساب  فهي تؤثر في راتبنا وتقسم وسطه والطرفين فيكفينا الغلاء المستفحل بالسوق وﻻ يكاد ما في جيبنا يسد رمق العيش  وكان الله في العون.

هدى سلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار