الوحدة 30-11-2021
لأعمارنا، وفلولها التي تجري أمامنا، كموجة تتلو موجة، تدرج على أرصفة العمر المتعبة من أحمال القهر الممضة كمرض عضال، لسنواتنا التي نمزق ورق روزنامتها مخافة الإحساس بثقل حجر الرحى الدائر في عيوننا المغمضة، على لوح صبار عطش نفرت فيه الأشواك كحقل سهام، مرمي في رمل صحراء، نسيت برق ورعد المطر.
أيامنا التي نضحك فيها على أنفسنا، نمازحها، نداعبها، نلاطفها حينا وحينا آخر تلاطفنا، نصانعها، تصانعنا، لا نصرعها وتصرعنا، نتوجها، نكللها بأمنياتنا، وقد انتصرت علينا، هزمتنا، سلبتنا راحتنا، أحالت إلى أجاج كل لحظاتنا، أدمت جسد فرحنا فسالت منه سواقي الأرجوان.
لعصافير أحلامنا وفراشات الضوء تحوم حول شفاهنا اليابسة، تستجدي مياه ضحكة، أو ندى ابتسامة تفر من فم طفل صغير، أعطي للتو قطعة حلوى، فخبأها ليقسمها مع كل أطفال الحارة ذات فرح، ذات عيد.
لقصائدنا، أناشيدنا، أغنياتنا التي نصوغها عند كل رجفة قلب، خفقة صدر، لصورنا المعلقة على جدران أيامنا، منذ طفولتنا إلى كهولتنا وعجز السنين، تحي حاضرنا، تعيدنا إلى ماضينا المشلوح في الاقماط، الازقة، الحارات وعلى أطراف الأمكنة المنسية هنا وهناك ترسم ملامح العمر، صدى الحياة، على جباهنا، وعروق أيدينا، والمواويل التي تشدو بأغنياتها دفقات قلوبنا، كقلوب طيور واجفة، مرتجفة من عاصفة، تحمل كل الآمال إلى صحراء خالية من حياة.
لكن
وبغية ألا تدمع عيون الصغار،
أو
تتشرد أنظارهم في الشوارع،
أو تتسكع في الأقبية النتنة والمعتمة والمجهولة،
لأجل كل هذا يضيئ الحرف
يكتب أنشودة الحلا..
أهزوجة بهجة..
تعم ديار الوطن.
ما قبل نقطة آخر السطر:
أيا قلب
لا تخف
لا تجفل
أو تتردد
إنما رقص الفرح
يتلو كل ألم.
ويا عين
لا تبكي
فما البكاء سوى غسيل الوجع
افرحي
روحي
ارقصي
اهمسي للحبيب..
هاقد ولى
رحل ليل الشقاء
بان قمر الأمل
عتم الظلام انقشع
خالد عارف حاج عثمان