الوحدة 28-11-2021
تشتاق لتلك التفاصيل الصغيرة رغم أنك كنت تعتقد أنها عابرة.. لأحلامك التي أصبحت منسية كوردة يابسة في كتاب مراهق.. لضحكتك القديمة.. ورشّة عطر وتسريحة شعر كانت أهم من رغيفك الصباحي.. وأغنية حبيبة لاتزال كلماتها تتراقص في أعماقك كريحانة في البال..
وربما تشتاق إلى رسائل حب لم تكتبها إلا في خيالك.. وقصائد جميلة لايزال بيت شعر أثير منها عالقاً في ذهنك رغم السنوات الطويلة.. أرهقتنا هذه الأزمات المتتالية.. أبعدتنا عن طريق الغيم والمدى.. في حساباتنا اليومية أصبح كل شيء مختلفاً، حتى رسائلنا تغيرت، واقتصرت على الماديات فقط وأصبحت رفيقة موائد الطعام، ولم نعد ننتظر منها غابات من أعواد قصب السكر وحروفاً من الاشتياق والفرح!
تشتاق لأشيائك الصغيرة التي تنبض كالقلب.. لبحرك الجميل في يوم غائم.. لشتائك الذي يتساقط مطره نرجساً ناعماً بين كفيك..
في زمن لا يشبهك .. تحتاج إلى يد صديقة تقطع معها شوارع حزنك بسلام..
ولغة إضافية لا يعاتبك الجاهلون على طهرها ونقائها.. وسماء من الكلمات والغيم الأزرق، وفيض من زهر الحنين.. لا أكثر!
منى كامل الأطرش