من كلّ بيتٍ حكاية (6)…أبو محمد يعيش بـ (رحمة الله)!

الوحدة 26-11-2021

لا يحتاج وضعي المعيشي لكلام، مصدر رزق عائلتي هو عملي بمحل استأجرته لتصليح الأحذية، هو مصدر رزقي الوحيد لي ولمن تبقى معي في المنزل من أولادي وأحفادي البالغ عددهم تسعة، ليس لي مصدر دخل آخر على الإطلاق، تزوج عدد من أولادي والبالغ عددهم الكلي/ ٨/. ولديّ ولدان بخدمة الاحتياط وعائلاتهم معي، بحكم غيابهم في الجيش. يوم الذي أعمل به نأكل والذي لا أعمل لا نأكل. ليس بمقدورنا أن نشتري لا لحم ولا دجاج ولا جبنة ولا حليب ولا لبن. كيلو اللحم ب ٢٥ ألفاً، وكيلو الحليب بألفين وعلبة اللبن ب ٢٢٠٠،فكم نحتاج من المبالغ لنشتري على سبيل المثال حليب أو جبنة للفطور لهذا العدد من الأشخاص؟ اعتمادنا الأساسي على الخضراوات سلق سبانخ ملفوف .الخضار المتوفرة في الموسم، وأيضاً على مؤونة البيت من صنع زوجتي من دبس الفليفلة والبندورة ودبس الرمان الذين نعتمدهم على الفطور مع الزيتون، حتى دبس الفليفلة لا نستطيع شراءه جاهزاً بعشرة آلاف وصل سعره هذه السنة. نعيش في تقتير، بيدون زيت الزيتون يبلغ ثمنه ٢٥٠ ألف ليرة. فكم بيدون نحتاج ونحن تسعة أشخاص؟ وبما أننا لا يمكننا الاستغناء عن زيت الزيتون نشتريه بالليتر ونقنن في استخدامه. حتى الخبز بالكاد يكفينا. مخصصاتنا على البطاقة ٣ ربطات لتسعة أنفس .حبذا لو يتم زيادة مخصصات الخبز. ومع كل ما ذكرت لا أقول إلا الحمد لله وأشكر الله دائماً. المعيشة سرّ إلهي وليس سرّ العباد.. الشكوى للعبد مذلّة، أما الشكوى لله المعطي فهي تريح الإنسان وتشعره بالرضى بما عنده، وإلّا سيعيش بعذاب ولن يُشبع عينه إلا التراب، العبد يأخذ اللقمة من يدك أما الله يعطيك نعمة لترضى بما عندك ولو كان أقلّ من القليل.

مهى الشريقي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار