الوحدة : 25-11-2021
قد لا نلمس حضورها بشكل قوي, وقد تأخذ وقتاً طويلاً حتى تصبح واقعاً, لكن ما يصلنا من حديث وتوجهات باتجاه تطوير العمل، وتخليصه من الروتين والمركزية يبشر بالخير في قادمات الأيام، ويفتح الأفق رحباً أمام المبادرات والقدرات التي تتمتع بها الإدارات المختلفة, إن تمت الأمور على خير!
غالباً ما تشكو الإدارات الفرعية من المركزية المقيتة, حتى أن مدير فرع أي جهة قد لا يسمح له بإعطاء أي معلومة مهما كانت بسيطة دون الرجوع إلى إدارته المركزية, وقد عانينا كثيراً من هذه الجزئية, حتى أن بعض المديرين الفرعيين لا يجرؤون على طلب موافقة إدارتهم من أجل التصريح للإعلام، فيطلبون منّا أن نحصل لهم على هذه الموافقة!
هذا التفكير السلبي بالمطلق هوما حدّ من عمل الكثير من مديريات المحافظات, أو على الأقل اتخذت منه هذه المديريات حجة لتبرير تقصيرها في معالجة الكثير من القضايا التي كان يمكن حلها بإجراءات بسيطة..
على سبيل المثال لا الحصر, لماذا تصرّ وزارة التربية مثلاً على أن يتكبد مريض بُترت قدمه عناء السفر إلى دمشق من أجل الموافقة على تفريغه إدارياً، لأنه لم يعد قادراً على ممارسة عمله بشكل طبيعي, ألا يمكن أن تحسم هذه القضية في مديرية تربية المحافظة المعنية؟
قبل أن نفكر بتركيب خطوط إنتاج جديدة, أو تطوير الموجود منها, ووضع خطط إنتاج وغير ذلك، علينا أن نطلق العقل من أي قيد، وأن نثق بالآخرين، فأي مدير, أو وزير, مهما علا شأنه، أو زاد حرصه, لا يمكنه فعل الكثير ما لم تكن أذرعه على مستوى القطر محط ثقته, وقادرة على تنفيذ أفكاره, وأن يكون لها هامش من حرية التصرف والمبادرة، وهو ما يخلق التنافس بين المديريات المتشابهة، وهو المطلوب.
ضبط المعلومات الشخصية, وتكوين قاعدة بيانات عن الموظفين، وأتمتة هذه التفاصيل لاحقاً, أمر مهم للغاية, لكنه ليس كافياً لإحداث التغيير المنشود, وأن تقتصر التغييرات على الأشخاص فهذا أيضاً غير كافٍ, فالأصح أن تتغير الآليات والمعطيات, وبناء على حسن تعامل الأشخاص مع المستجدات من عدمه يكون التغيير, إذ لا يصح أن يحكم على مدير تقيده إجراءات متخلفة, ومن المهم جداً تطوير البنية قبل الحكم على النتائج.
بقلم رئيس التحرير غانم محمد