(حصرم عنقودك يا غالي)

الوحدة : 24-11-2021

الخوف على أبنائنا يدفعنا للالتصاق بهمومهم, والاقتراب أكثر من تفكيرهم وهواجسهم وإن تضايقوا, أو وجدوا في ذلك نوعاً من ممارسة السلطة الأبوية بطريقة غير محببة..
من الطبيعي أن يتبادلوا مع أقرانهم التفكير, ومحاولة اتخاذ القرارات الحاسمة لمستقبلهم, وقد يستطيع شخص ما لامتلاكه طلاقة اللسان أن يؤثر بهم, وربما يدفعم بعيداً عن مصلحتهم الحقيقية..
لا يصحُ أن يكون تدخّل الأسرة نوعاً من الزجر, أو قراراً نهائياً لأن لهذا الشاب كيانه الذي يعتدّ به, وأفكاره التي يؤمن بها, والمدخل الأنسب للتأثير على الأبناء هو مصادقتهم ومناقشتهم في تفاصيلها نداً للند دون أي فوقية أو استعلاء أو ادعاء الفهم والخبرة أكثر منهم..
هم سيقتنعون عندما تمتلك أدوات الإقناع, وتعلمهم أن إدارة المتاح هي أهم من المتاح نفسه, وأن الخطوة القادمة إن كانت مهتزة فإنها ستؤثر على الطريق كله, ما تقدّم منه وما تأخر, وما عدا ذلك فإن أي محاولة اقتراب منهم ستكون سبباً لزيادة الهوّة بين جيلين..
أبناؤنا الذين وعوا على أفكار سوداء كانت غزارتها أكبر من غزارة المطر, لن يتم تحصينهم ما لم تتقاطع جهود جبّارة حكومية ومجتمعية وأسروية, فإن كنا لا نستطيع أن نؤثر في الشقين الأول والثاني (الحكومية والمجتمعية) فعلى الأقل يجب أن نجيد دورنا كأسرة, ونركز على ثقافة الحوار داخل البيت, بدل أن يحمل لنا أبناؤنا نتائج حواراتهم خارج الأسرة, وعندها قد توجعنا النتائج.

تصفح المزيد..
آخر الأخبار