العدد: 9315
19-3-2019
حبيبتي . . يا أغلى ما في الوجود وما بعد وجودنا يا أمي أعطاك الخالق مثيل قدرته في الخلق، فأخرج من أحشائك جسداً وشق من روحك روحاً وجعل بين دمائي ودمائك برزخاً فلا يمتزجان، وألبسك ثوباً من رحمته، فكان الرحم وطني وأماني وأنا من العدم أخلق ووصل الحياة بيننا بحبل مشيمة حين ولادتي يقطع وتبقى السرة على هذه المعجزة تشهد وكان غذائي من نسيج عظامك غاليتي ومع هذا كنت أكبر وأتمرد وأعطاك من أيوب صبره ومن لقمان حكمته وصلوات الملائكة لك من سيدنا محمد وجعل السماء تفتح أبوابها بصرخة مخاض منك والروح تنفث من روحك وبآلامك أتسبب وكتب الجنة ساجدة تحت أقدامك مذ كنت مكاني وأنا في أخطائي تجاهك أتعثر أشتد عودي من عودك غاليتي وغذيت روحي من روحك فسهرت الليالي وأنا في النوم أغرق وعمري يسير وأنا أقضم من عمرك وساعات سهرك لا يرد صداها سوى ساعات الفجر حين شهد لك آذان الله أكبر، فسامحيني آلهة الحب والرحمة فأنا بك أكبر وقد حار النبض بمحبتك كيف آتي بقلب آخر كي ينبض أمي . . أعشق رشفة القهوة في صباح أطللت بها علينا فزدتي على قهوتي طعماً حلواً سامحيني على ما خط الدهر من خطوط على وجهك فاعلم أنه يحكي للعالم ساعات سهرك على المستقبل أمي مهما بلغت من الرشد والعلم ف والله ما زلت بعلم الأمومة أجهل ذاك العلم الإلهي الذي لم يستطع أحد تفسير آياته أو الالمام بمعلوماته سوى صرخة أم تتنفس الصعداء وهي تنجب ولم أستطع تفسير أن يكون حضنك دوماً هو الملجأ يا أعظم خلق الله . .. أنا بلا وجودك أعود الى العدم كي أخلق فلا أخلق .
فدوى زهرة