الوحدة : 20-11-2021
أيها (الكورونا) الّلعين، لقد أسرفت بالقتل، أنهكت أعصاب وجيوب الكثيرين، أضرمت نار التعصّب والعتب، عتب على صديق، على قريب وغريب في مواساة سريعة خائفة، أو هاتف حزين لرفيق مقهور، ينتظر مصافحة أو مواساة حقيقية، ينتظر ضمّة صادقة بعيدة عن الخوف تواسي جرح الهجر والفُرقة الغالية، تريح عذابات لياليها الطويلة القاسية، تنتظر القدر الإلهي لتضع حدّاً لجسدٍ حنّطه ذلك المرض اللئيم إلى راحة أبدية، يسمع أنين وحركات وسكرات مواويل الموت، لم يبق منها سوى ذكريات، أغلق عناوينها هذا المجنون، سارق أحكام القدر الإلهية، ليبقى هيكل مرافق نحيل غاب عنه الّلون بسبب الانتظار والسّهر، عانى المرض والوجع أكثر من المريض المُسجّى، عيون دفعها التعب إلى كهولة سريعة، وكل ذلك بسبب طيشك بنهش الأرواح بلا استمهال أيها الخبيث، بلا تفرقة، كبير وصغير، محبوب ولعوب، قوي وضعيف، أيها الحاقد خفّف قليلاً عن قلوب وعيون لم يجفّ بريقها الحزين لفُراق شهيد أو مفقود، إنه الموت بالوباء، ننتظر زيارته السوداء إلى أجسادنا المتعبة الخائفة، نكون فيها أو لا نكون، نحن زوّار تلك الحياة، علينا الانتظار وتقبّل المكتوب، ولو بعد حين .. لنكن مؤمنين جاهزين لزيارة من هم لنا سابقون في أعتاب تلك الآخرة وأبوابها الواسعة.
سليمان حسين