وقال البحر.. كم يشبه الزيتون قاطفيه

الوحدة : 18-11-2021

(إذا كانت الأنهار من مياه عذبة، فمن أين يأخذ البحر ملحه)
بابلو نيرودا
مياه الأنهار عذبة ما دامت ترفدها ينابيع المحبة.. مسكينة تلك الأنهار التي نأت بعيداً عن ينابيع المحبة..
أيّها البحر! هناك ما يكفي من الملح، ما دامت سفن القراصنة ترشّ زرقتك بالملح والموت..
هذه الصباحات مالحة.. هذه الوجوه مالحة.. الذين غطوا أرض (قرطاجة) بالملح، هناك الكثيرون ممن يشبهونهم.. لا تقلق أيها البحر.. ليس صعباً عليك أن تأخذ ما تحتاجه من الملح!.
×××
( كم يشبه الزيتون قاطفيه، وهذا الذي يكاد زيته يضيء مع هبوب كل ريح) شوقي بزيع
قد يخالجك الشك بأنك تستطيع أن تميّز بين وجوههم ووجه الزيتون.. إنّهم يتشابهون في اللون والطعم والرائحة..
وحدتهم الجبال، وما زالوا يعانون الغربة والمطاردة… ولا صديق لهم سوى الريح، كل مساء يشعلون قناديل وجوههم..
يستمدون زيتها من شجر السماء، ليضيئوا بيت الأرض.
×××
( دخل الفاتحون عام 1847 (مكسيكو)…كان في المدينة ثمانية مهندسين، ألفا راهب، ألفان وخمسمئة محام، وعشرون ألف شحاذ. إدواردو غاليانو
منذ ذلك الحين وإلى اليوم استطاعت (مكسيكو) أن تقفز لتغير في الأرقام كثيراً.. منذ ذلك الحين وإلى اليوم لم نستطع أن – نقفز ولو قليلاً- فوق ما يشبه تلك الأرقام… ما زلنا نقتات بثمر السماء.. إننا نشبه ( مكسيكو) بأرقامها التي كانت عليها عام 1847.
×××
( إن شتيت الغمام يزحم بعضه بعضاً، السماء مظلمة، آه أيها الحب، لم تركتني وحيداً انتظر أمام الباب؟).
طاغور
حقاً، لقد غدوت وحيداً يا سيد (طاغور)
لقد أصبح عدد المنتظرين أمام أبواب الحقد كبيراً جداً..
إنهم كشتيت الغمام يزحم بعضهم بعضاً..
هل تظن أنه ما زال في مقدورهم أن يغيروا في مواقفهم، وينضموا إليك، ليقفوا معك، كي لا تبقى وحيداً أمام باب الحب العظيم؟
متى تتلألأ النجوم؟ .. متى يعود الجاحدون في الحب إلى ربيع السماء الأخضر ؟
×××
( نحن نرقص فوقك أيها الثرى.. أنت أنعم من الورد، وأحلى من الشهد). غبرييلا مسترال
تعالوا نوقظ هذا الثرى… تعالوا نرقص رقصة الفرح… تعالوا نوقظ السنابل وزهور الأرض… تعالوا نقطف شهد الحياة .. بدل أن نضرب أعناق الشجر والعصافير والواقعين على شرفات النهار.. تعالوا نغنّ مع الصغار، بدل أن نبيع أطرافهم الغضة، النبيلة في أسواق النخاسة الملوثة بقيح الحروب.

بديع صقور

تصفح المزيد..
آخر الأخبار