قميص يلبسه في الشتاء والصيف

الوحدة:15-11-2021

أجمل الأوقات ونحن صغار عندما كنا نقوم بتبديل الملابس في الخزانة لاستقبال صيف أو شتاء يكاد يكون كرنفالاً، ونسبق أمنا إليها لننبشها ونقلبها رأساً على عقب ونكمش بلوزة أو غيرها نلبسها فرحين بها وشوقاً لها ندور بها في البيت إعلاناً واضحاً بأنها صغيرة ونحتاج لشراء غيرها, وهنا تبدأ المزاودات ليصرخ آخر وهذه صغيرة سيضحك علي الرفاق وليس عندي البديل سنذهب غداً للسوق, والأم ترفع عن الأرض الثياب وتضعها يميناً وشمالاً تقصد الترتيب والتوضيب لكن كيف لها ذلك فما بين تشرين أول وتشرين ثان صيف آخر كما يقولون؟
أم حسن، موظفة، تقول: الخزانة اليوم تعج بملابس صيفية وشتوية معاً وعبث أيدي الأولاد والفوضى واضحة بها فإذا ما فتحت بابها انفجرت أحشاؤها على الأرض، أشعر بالدوار، لا أعلم متى أرتبها وأنتقي المناسب لهذه الأيام, فهم يرددون قولهم: الوقت باكر للثياب الشتوية فعند عودتنا من المدرسة نشعر بلهيب الشمس, وليس أصعب عملاً عندي وأحسب له ألف حساب من توضيب الملابس في خزانة الأولاد, لأرفع ما فيها من ملابس صيفية بأكياس على سقفها, وهنا يحشرون أنوفهم بهذا العمل ويتشاجرون على قميص أو بلوزة وبنطال ليرتدونها ولو لم تكن مناسبة أو يطالبونني بثياب جديدة فهذه صغيرة وتلك غير جميلة وسيضحك رفاقهم عليهم, وفي الحالتين وجع وقلة حال, وأخاف التفكير بشراء أي قطعة لباس فأقلها اليوم 40ألفاً وما فوق, وقطعة لباس واحدة تقصم ظهر الراتب ومن يعيش في كنفه.
وسيم العلي، طالب جامعة أشار بأنه يحتار عند الصباح ماذا يختار من لباس صيفي أو شتوي ويرتب خزانته بنفسه منذ أصبح بالجامعة, حيث قال: ليس لدينا من الخريف أو الربيع إلا بعض الوقت ويأتي الشتاء سريعاً, لنبدل ملابس الصيف بالشتاء سريعاً دون مقدمات في لباس خريفي, لهذا تجدين في الطريق من يلبس الجاكيت والصوف وآخر يلبس قميصاً أو بلوزة بأكمام قصيرة, والفتيات أكثر من الشبان, فخزانة أختي مخلوع بابها من كثرة الثياب ومعظمها مرمية على الأريكة وفيها الصيفي والشتوي إلى حين تأتي أمي وترتبها لها, أما خزانتي فقليل فيها الثياب, الشتوي قد وضبته في الطرف الأيمن من الخزانة والصيفي في الطرف الأيسر ولا تحتاج لكل التعب الذي كانت تقوم به والدتي عندما كنا صغاراً, فأخرج ما يطيب لي كل وقت وحين وأرجعه لمكانه بعد تنظيفه أحب الترتيب ولا أحبّ أن يتدخل بخزانتي أحد وكأنه يحشر نفسه بحياتي الشخصية, كما أني لا أشتري الكثير من الثياب بعكس أختي إلا حين الحاجة وفي المناسبات .
آية ديب، جامعية: من الطبيعي أن يكون في خزانة الصبايا ثياب أكثر من إخوتهم الشبان, فالفتاة تسعى للموضة والتغيير وأن تكون جميلة بعيون الآخرين أسوة بزميلاتها في الصف والكلية, وجميع الشبان ينظرون ماذا تلبس فلانة وبنت الجيران, أما الفتيات ليس عندهن هذه النظرة, ولا يعيب الشاب أن يلبس البلوزة أو القميص نفسه طوال العام, كما أن الفتيات يبدلن ملابسهن يومياً ويضعنها على الأريكة أو طرف السرير لحين غسلها, و معظم الخزائن مرتبة وغير ما يدعي عنهن الشباب, بل إنها أرتب فهذا من شغل النساء.

هدى سلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار