الوحدة : 13-11-2021
مجرد ذكر هذه اللفظة (السياسة) قد يسبب توتراً ما لدى أيّ منّا, و(السياسة) ليست مجرد علاقات دول وإدارة ملفات أمنية.. السياسة تبدأ من شؤون بيتك إلى آخر ما يصل إليه خيالك, لذلك فإن من حق الجميع أن يتحدث بالسياسة… لنفترض أنك نسيت أن اليوم عيد ميلاد زوجتك, وهي (تزورك, أي ترمقك نظرات غاضبة) منذ الصباح, وأنت كالمعتوه, لم تتذكر إلا في وقت قد لا يساعدك على تدارك الموقف, فماذا ستفعل؟ غافلها, وضع بضعة آلاف من الليرات تحت وسادتها, واستمر كما أنت, ولا تظهر لها أنك تذكرت أي شيء.. في ساعة العتب الحقيقي والنقّ الاعتيادي قبل النوم, وقبل أن تطلق سهم غضبها الأول, بادرها: كل عام وأنت بخير سيدة قلبي ارفعي الوسادة قليلاً.. ولنفترض أنك نسيت أن تأتي لابنتك بما وعدتها به, وعقدت حاجبيها لتذكرك أنك أخلفت الميعاد.. ابتسم حتى لو زاد غضبها.. استمر بابتسامتك, واطلب منها أن ترتدي ثياب الخروج.. قد ترضى بـ (سندويشة شاورما)! إذا حالفك الحظ, ورأيت أحد الدائنين يتجه نحو بيتك قبل أن يصل, سارع إلى ارتداء ثيابك فوراً, وأقسم له أنك كنت ذاهباً لتعتذر منه لأن الأمور لم تتيسر.. اعطه وعداً جديداً لمدة أسبوع فقد يدبّرها الكريم! هل لديك صاحبة, وواعدتها على عرنوس ذرة عند الكورنيش الجنوبي ولم تتيسر معك, أو لم تستطع مغالطة زوجتك بالخروج.. وسترى صديقتك هذا الصباح في العمل… ما عليك إلا أن تحضر معك علبة دواء لـ (الكريب مثلاً)! هذه الفنون السياسية ناجحة إلى حدّ ما, وتخفف من الغضب في كل الاتجاهات فلماذا لا تجيدها حكومتنا وتتبع بعضها!؟ السياسة التي نعنيها، ألا تستنتج الحكومة حتى الآن أي وسيلة تأخذ بها ما تريده دون أن تزعج المواطن؟ على فكرة, أصبحنا نعرف أنه كلما نفت الحكومة أي إشاعة, فمعناه أن قراراً أبشع من الإشاعة آت لا ريب فيه.
غانم محمد