الاكتئاب مرض العصر!

الوحدة 7-11-2021 

 

يُعد الاكتئاب أحد أكثر الأمراض المنتشرة في العالم، وعادةً لا يستطيع الأشخاص المصابون بمرض الاكتئاب الاستمرار بممارسة حياتهم اليومية كالمعتاد، إذ أن الاكتئاب يُسبب لهم شعوراً بانعدام أية رغبة في الحياة، وقد يصيب الاكتئاب جميع الفئات العمرية حيث إنه لا يقتصر على عمر أو جنس أو عرق أو فئة محددة.

وللتعرف أكثر  على مرض الاكتئاب، ما هو وما هي أسبابه وأعراضه وكيفية تشخيصه وطرق علاجه، أجرت صحيفة الوحدة اللقاء التالي مع الدكتور كنان إسماعيل الشيخ، اختصاصي نفسي، والذي عرّف الاكتئاب بأنه مرض يصيب النفس والجسد ويؤثر على طريقة التفكير والتصرف، ومن شأنه أن يؤدي إلى العديد من المشكلات العاطفية والجسدية، والاكتئاب ايضاً يعرّف بأنه  اضطراب المزاج الذي يسبب شعوراً متواصلاً بالحزن وفقدان المتعة والاهتمام بالأمور المعتادة ونقص التركيز، ويؤثر المرض في المشاعر والتفكير والتصرفات مما يسبب كثيراً من المشكلات العاطفية والجسدية والتي بدورها تؤثر في أداء الأنشطة اليومية.

أعراض مرض الاكتئاب

لفت د. كنان خلال حديثه عن هذا المرض بأن له أعراض مختلفة ومتنوعة، لأن الاكتئاب يظهر بأشكال مختلفة عند مختلف الأشخاص فمثلاً: قد تظهر أعراض الاكتئاب لدى شخص عمره ٢٥ سنة بشكل مختلف عن تلك التي تظهر عند شخص عمره٧٠ سنة، وقد تظهر لدى بعض المصابين بالمرض أعراض حادة جداً إلى درجة واضحة تشير بأن شيئاً ما ليس على ما يرام، وقد يشعر آخرون بأنهم مساكين بشكل عام ، أو أنهم ليسوا سعداء دون أن يعلموا سبباً لذلك.

وتشمل أعراض الاكتئاب ما يلي: فقدان الرغبة في ممارسة الفعالية اليومية الاعتيادية والإحساس بالعصبية والكآبة والإحساس بانعدام الأمل ونوبات من البكاء بدون سبب ظاهر وقلق وضجر ومشكلات جسدية بدون تفسير كأوجاع الرأس أو الظهر.

أسباب الاكتئاب

يُعد الاكتئاب اضطراباً مزاجياً وحتى الآن ليس معروفاً السبب الدقيق الذي يؤدي إلى ظهور الاكتئاب، لكن كما الحال بالنسبة للأمراض النفسية الأخرى هو أن العديد من العوامل البيو كيميائية والوراثية والبيئية يمكن أن تكون المسبّب لمرض الاكتئاب، ويمكن أن تكون المشاكل الصحية، التغيرات الهرمونية، اضطرابات النوم، استهلاك الأدوية والكحول، التدخين، الشعور بالوحدة، الموت أو الخسارة، النزاعات أيضاً من أسبابه.

تشخيص الاكتئاب النفسي

يعد التحدث إلى المصاب أهم أساليب تشخيص الاكتئاب النفسي على الإطلاق  كما ذكر د. الشيخ، وإجراء الفحص السريري وفحوصات أخرى منها تحاليل دم وبول تساعد في تشخيص المرض.

أنواع الاكتئاب

للاكتئاب أنواع عديدة منها: الاكتئاب الشديد، الاكتئاب المستمر، الاكتئاب الهوسي (اضطراب ثنائي القطب)، الذهان الإكتئابي، اكتئاب الولادة (فترة الحمل)، اكتئاب ما بعد الولادة، اكتئاب ما قبل الطمث عند النساء، الاكتئاب الموسمي، الاكتئاب الظرفي، الاكتئاب غير النمطي.

طرق علاج مرض الاكتئاب

أوضح د. كنان أن التشخيص والعلاج السليمين يمكن أن يقللا من أعراض الاكتئاب حتى لو كانت الأعراض حادة، فالعلاج السليم يمكن أن يُحسّن شعور المصابين بالاكتئاب في غضون أسابيع معدودة، ويمكنهم من العودة إلى ممارسة حياتهم الطبيعية كما اعتادوا على الاستمتاع بها قبل الإصابة بالمرض، وقد يساعد طبيب الأسرة في معالجة الاكتئاب، لكن في حالات أخرى يكون هنالك حاجة للاستعانة بمُعالج نفسي مؤهل لعلاج الاكتئاب (طبيب نفسي، اختصاصي علم نفس، عامل اجتماعي)، ومن المهم جداً أن يكون  للمريض دور فعّال في العلاج.

أما الوقاية من مرض الاكتئاب فتكون ببعض الأمور التي تقي و تمنع تكرار الأعراض مثل اتخاذ تدابير للسيطرة على التوتر للرفع من مستوى البهجة ومستوى التقدير الذاتي، والدعم من قبل الأصدقاء والاهل وخاصةً في فترات الأزمة، والعلاج المبكر للمشكلة حال ظهور العلامات والعلاج الوقائي الطويل المدى يمنع تكرار أعراض الاكتئاب.

وعن كيفية الشفاء من الاكتئاب نوه د. الشيخ إلى أن الاكتئاب قد يكون أحياناً شديداً جداً إلى درجة أنه يستوجب إدخال المريض إلى المستشفى لمعالجته في قسم الأمراض النفسية، واستشفاء المريض في هذا القسم  يُفضل عادةً في الحالات التي لا يستطيع المريض فيها الاهتمام بنفسه بشكل لائق، أو عندما يكون هناك تخوف جدّي من أن يؤذي نفسه أو أي شخص آخر، أما إذا توفرت إمكانية معالجة المريض خارج المستشفى بنفس الفعالية أو أكثر فيمكن معالجته دون الحاجة لإدخاله المستشفى.

ربا قميرة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار