الوحدة : 6-11-2021
تشرين أيها الشهر الجميل، هو الشهر الجامع، الذي يلملم ألطف وأحلى أيام وشهور السّنة، خلاله تقترن لحظات الفرح، عبر أيامه تتلاقى جميع الّلحظات العابرة، هو منصّة واستراحة لما فات، من تحضير لمونة الشتاء بأنواعها وقطاف غلال الزيتون والفاكهة الأخرى، تجهيز الوقود والحطب، زراعة محاصيل الشتاء الكثيرة الخيّرة كالحنطة والشعير والفول والبقوليات والخضراوات، هذا الشهر هو استراحة لعناء ما سبق من كدّ وتعب وعرق على جميع الجبهات.. وليكتمل المشهد العتيق يلزمنا رية مطرية تعطينا ما تشتهيه أنفسنا وأرواحنا من رائحة التراب وعطره الأوحد، لتنبت قشرة خضراء تحتوي نباتات برية نضرة، عشّاقها كُثر هي رونق الّلذة وكمالية الغذاء الطبيعي الذي يقارع الأمراض ويقهر أعداء البدن، رية مطرية تسمح لنا بارتداء الّلباس المخصّص لهواية صيد الطيور البرية المهاجرة وممارسة رياضة جبلية لمسافات طويلة، من جبل إلى وادي بمسير غايته راحة النفس واكتشاف جمال ما خلق الخالق، رية مطرية تُعيد ألق الخير من خلال تأمين سقاية ما تمت زراعته، ليل تشرين لطيف طويل، لكنه قصير على لمّة السّهر وشغف أدواته من تسالي لعب الورق وتلك التجمعات الحميمة الحماسية، ومن خلف نوافذ السهر يدمع الزجاج بحبات تلك الرية المنتظَرة، فتتسارع شيئاً فشيئاً لتغسل عطش شهور مضت، تعطي الأمل باستمرار الحياة لنفوس أتعبها ضجيج الخوف وانتظار المكتوب.
سليمان حسين