البحث عن ابتسامة في زمن الكورونا ومشتقاتها

الوحدة : 3-11-2021

عندما تستيقظ صباحاً، وتغسل روحك بالصلاة على النبيّ (ص)، على أمل أن تمضي يوماً أقلّ قسوة من سابقه، وتجمّع حروف التفاؤل لديك لتسكبها عبارة غزل صباحية بأذن مَن تحبّ، ليأتيك صوت زوجتك من الداخل: حبيبي (ما في قهوة)، أو: لا تنسى أن تجلب الأشياء التي قلتها لك، أو مرّ على مركز الكهرباء أو المياه، وادفع الفاتورة، إلى آخر قائمة رفع الضغط اليومي، فاعلم أنّك على الواقع، وأنك صحوتَ تماماً..

لن يكون الانتظار الطويل على موقف الباص هو فقط ما سيعكّر صباحك لاحقاً، ولكن (نزق) مديرك في الشغل قد يكون أشدّ وطأة: لماذا تأخرت، ما هذا التسيّب.. طيّب، يا سيادة المدير، جرّب أن تأتي مرّة بالأسبوع عبر وسائط النقل العامة، وبعدها افعل ما تريد!

كل شيء حتى الآن عاديّ، وما أن تضع ما في جعبتك على الطاولة، وتتهيّأ لارتشاف فنجان قهوة في المكتب بدل الذي لم يتوفر  لك في البيت، سيبادرك أحد الزملاء: هل عرفت آخر الأخبار؟

خير، اللهم اجعله خيراً.. اسطوانة الغاز أصبحت بـ 10 آلاف ليرة وما فوق.. وأسعار الكهرباء ارتفعت… إلخ! ولا توجد جرائد نشغل أنفسنا بحلّ كلماتها المتقاطعة، ولا أنترنت نهدر الوقت بوضع اللايكات على منشورات أعجبتنا أم لم تعجبنا، ولا توجد غير الأوجاع نتبادلها بكلمات متعبة بالكاد نتمكن من نطقها..

الضغوط تحاصرك من كل اتجاه، ولا يوجد أي صيص أمل يعود بك إلى منزلك على كتف ابتسامة، خاصة وأن الشرطيّ (زوجتك) خلف الباب، وستسألك إن عدتَ بالأشياء التي طلبتها منك..

لا أنت ولا أنا نفكّر بالانتحار، ولن نفعل ذلك، ولكن هناك ما قد يعيدك إلى إنسانيتك إذا ما ألقت طفلتك الصغيرة بكل غنجها في حضنك..

ميسم زيزفون

تصفح المزيد..
آخر الأخبار