بين الشط والجبل على مدِّ المطر

الوحدة: 28-10-2021

يقول أندريه مالرو: الألم أعظم من الشعر.

إذاً.. هو الألم حين يتجذَّر يعطي البلاغة حروفها، فتكون القصيدة.

×××

توجَّسْتُ خيفة من سرعة الآلام تحدوني إلى اللا منتهى، فرحتُ أجلس كصوفيٍ في معارج الآلهة، ململماً شوقي إلى لقاء المرتجى ومفتشاً في منعرجات الأسفار عن شِعابٍ تقودني إلى سندس الملتقى.

وبعد لأيٍ، وجدتني لا أبارح المصطلى… آه، ما كان أعجزني عن بلوغ المبتغى؟!

×××

هي وقفة للحزن، ترتسم على ضوء الوجوه، وحين رأيتك وكنت في حدقة العين مخّبأةً، أطبقتُ عليك الرمشين خوفاً من أن يسلبك شيء ما ضوع الابتسامة كما يسلب الصبح النوم من محاجر العينين ويسرق إغفاءة المتعبين.

×××

هي وقفة للحزن..

نتملَّى فيها أصابع البحر وهي تنزف زبداً أحمر، وترش على الشاطئ وجعاً مسفوحاً ويهمي الضباب على عشب القلب والروح، ويحاصرني الذهول فأنهل من دموع الأزاهير جرعة وأرى البرق يترجل من عليائه وأحس كأن انهياراً حدث في ضوء القمر فأسأل: لماذا نقصف دائماً بالدموع؟ ولماذا يغشى عيوننا الرمد؟

×××

هي وقفة للحزن..

هو الليل مجدول بالليل وثمة ومضة حبلى بالأمنيات فرأيتني أرسمك خفقةً تتوهج هوى تنساب في اخضلال المنى فأمضي كيفما اتفق في طريق مبهم الخطوات.

أصافح الغابات والروابي وأصيخ السمع إلى صدى سُبابة راعٍ كوت مواويله مفاصلي.

×××

وقفة للحزن… أسرج الليل فيها قصيدة تنسين صحراء الأيام وتمطر بباب العمر وحين تهدأ الدموع يكتب القلب بلغة الحورِ و الصفصاف قصيدة الأقحوان الموشاة بمناديل الزهر وعبق الطيون وعلى مدِّ المطر تجيء البشارات.

سيف الدين راعي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار