وقال البحر.. على فجر غدها

الوحدة:28-10-2021

من دون إضافة لا تكون ابن عصرك وشاهده..

نفتح نوافذ الماضي وظهورنا للمستقبل، من قال: إن الجلوس على عتبات الماضي، وفوق صخور الأسلاف الغابرين، سيجلب لنا غداً مشرقاً، وناضراً؟!

أيُّ مستقبل سنبنيه بحجارة من ظلام، ما دامت شبابيك أرواحنا مغلقة، جهة الشمس؟! ..

×××

(في دمشق ينام غزالي إلى جانب امرأة في سرير الندى، فتخلع فستانها، وتغطي بردى..

فكلّما زهتِ القصيدة، تبلل صدى الشام بعطر الياسمين.. وإذا ما خلعَت الزهرة ثوبها استيقظ الصباح، وغنتِ العصافير على شرفات النوافير..

×××

على أبواب دمشق يتدافع أحفاد البرابرة كقطعان الذئاب، يجيؤون من براكين الدم.. دم على جبين الشام، ودم في فلسطين.. وعلى الجهات قناصون يصوبون فوّهات بنادقهم على رؤوس العابرين، من أطفال، وشيوخ، ونساء، وياسمين.

×××

على فجر غدها، يركب محمد الماغوط آخر العربات الصاعدة إلى السماء حاملاً عكازه، وحقيبته الملآى بالقصائد وحبات المطر، ليوزعها على الأزهار وبيوت الطين الغارقة بالعطش والحرمان..

×××

هذه الغزلان تتعثر في الصعود إلى قمم الجبال لترعى في ظلِّ نجمة..

الملائكة المنكسرون يستجدون صلاة قُبرةْ..

رأس النبع يحلم بأن يصير نهراً.. قبل أن تفتح جيوبك أيّها النبع، تفقدها إن كانت قد امتلأت بحبات المطر، حينها يصير الحلم ممكناً..

– بدل أن تعلّموا أطفالكم لعبة الموت، علّموهم كيف يطيرون كالعصافير.. كيف يغنون!!

دعوا نوافذ أرواحهم مفتوحة دائماً نحو الشمس!!

عندما نصعد مراكب الحبَّ، لن نضل طريق البحر.. مؤكد أننا سنصل شطآن السلام بأمان، وسعادة..

×××

– لا تدع يدك ترتجف، وأنت تمدّها إلى دالية السماء، لتقطف عنها عناقيد الشعر واحداَ بلون الشفق.. واحداً بلون القمر، وآخر بطعم الحنين، لمن بعثرتهم رياح الحقد، وشتّتهم سواطير هولاكو وحراب جنكيز خان والأحزمة الناسفة للنازيين الجدد، بين موج البحار وزبد المنافي..

لا تدع روحك ترتجف.. ثمة من ينتظرك تحت سقف السماء الساطعة بالنجوم.. ثمة طلائع غيم يبشر بالمطر..

×××

– الشعراء مطاردون في كلِّ الأزمنة.. يحاصرهم الفاجرون، إذا ما تعرت بين كلماتهم الحروف..

– عندما تذبل نجمات الحروف، الخاسرون دائماً.. القصيدة والحبُّ والإنسان، والوطن.

 يبتعد الظلام، وتنطلق الزغاريد، وتشتعل الميادين بالأعراس وتغني الصبايا للقمر، وقت يرفل بيت الوطن بالضوء، وتُضاءُ سماؤه بقناديل الشعر.

ينتشر الظلام، ويعمُّ الخراب، وقت يضرم البرابرة، المندفعين كالتيوس بيت الوطن بالنار والموت.

بديع صقور

تصفح المزيد..
آخر الأخبار