الخصومة في الرأي

الوحدة 22-10-2021

إن الأمانة في إعطاء الرأي ليست مظهراً براقاً، ولا كلمات خلابة، إنها أخذ وعطاء، ويقظة وممارسة، إنها معنى كلي وشامل للالتزام الأمين في كل شيء.. في المعاملات، في القيام بالواجب مع الأهل والأصدقاء.

وبالمقابل، الخصومة في الرأي لا تعني أن يكون هناك خلاف حاسم، الخلاف في الاجتهاد لا يعني أن تصبح هناك عداوة، خاصمني في الرأي كيفما شئت، ولكن لا تعادني، واختلف معي كما تريد، واحتفظ لي بودك، تلك هي خصومة الرأي، وذلك هو النبض الإنساني الذي طالما هز ضمير الوجود والأخلاق والقيم، وفي أيامنا هذه اختلفت المعايير ووجهات النظر في إبداء الرأي، فمنهم من يفضل الصراحة كيفما كانت ولو كانت جارحة، ومنهم من يفضل المجاملة كونها لا تترك ندباً في النفوس، ولا تؤذي أحداً، وعلى الرغم من كون الصراحة ركناً أساسياً في التعامل مع الآخرين خاصة بين أفراد الأسرة الواحدة، وبين الآباء والأبناء والأصدقاء المقربين، فالحقيقة وحدها توصل إلى بر الأمان، وعليها تقوم أسس التعامل السليم البناء، وكما يقول المثل: (صديقك من صدقك، و ليس من صدقّك) وعلى الرغم من ذلك هناك أناس يكرهون الصراحة التي تمسهم، وتنتقدهم، ولو كانت غير جارحة، ويفضلون عليها المجاملة البحتة، وهؤلاء هم النرجسيون الخاسرون.

أخيراً: تبقى الكلمة الحلوة عميقة الأثر في النفس، وهي ما يسعى الإنسان لسماعها، فلنحرص عليها دائماً دون أن تتخطى حدود الصراحة، فهل في الأمر صعوبة؟

رفيدة يونس أحمد

تصفح المزيد..
آخر الأخبار