السباق إلى الموت…

الوحدة: 19-10-2021

تعدّدت الأسباب والموت واحد، يبدو أن الوضع الغالب والسائد على المستوى العام، هذه الفترة هي كثرة الوفيات، وهذا يذكرنا بسنوات خلت من عمر الأزمة التي لا زلنا نعيش تفاصيلها، فكانت جثامين الشهداء القادمين من جبهات الحروب المتنقّلة تزيّن جميع بقاع المعمورة، وهي بشكل يومي وآني أحياناً، وقدرة الإله كانت دائماً هي الفيصل بكثافة الاستنزاف البشري والبقاء على الروح الآدمية.

 وبدون العودة إلى إحصائيات مديرية الصحّة ومشافيها سواء في اللاذقية وطرطوس، فالموت القادم من جميع الجبهات الصحيّة، يشبه إلى حدٍ كبير الطاعون أو الهوى الأصفر الذي لا يترك مدينة أم قرية حتى يأخذ كفايته من تلك الأرواح الآدمية، وقديماً تعاقبت الأزمات والأوبئة والمِحن التي أصابت البشرية عبر تاريخها الطويل، ونزلت بالناس صُنوف شتّى من الابتلاء، وقد ذكر المؤرخون الذين عاصروا تلك الأحداث صوراً متنوّعة عن تلك الأمراض وآثارها وعواقبها على سائر أرجاء الأرض وسكّانها، لهذا نحن اليوم مطالبون بالعمل على الوقاية من هذا البلاء ودرء مخاطره، وذلك بعد الأخذ بأسبابه ومسبّباته والوقاية منها، توعية الأجيال وتعرية هذا الوباء السفاح الذي يبحث عن ضحاياه، وخاصة ذوي الأعمار الكبيرة والمصابين بأمراض مزمنة، يفترس مناعتهم الضعيفة بكل سهولة، لذلك لا بد من تجريده من جبروته من خلال التوعية والوقاية الشاملة وتقوية العزيمة وعدم الرضوخ للخوف والاستكانة.

سليمان حسين

تصفح المزيد..
آخر الأخبار