الوحدة :10-10-2021
لا صوت يعلو على صوت المواطن، وإن ظنّ أنّ صوته غير مسموع، وما يعتبره البعض متاجرة بالكلام، أو تصريحات لا قيمة لها، هي استجابة لهذا الصوت القويّ، أما ماهية الاستجابة فهي ما يمكن أن نعتبره (حالة سلبية) تزيد من وجع وسخط هذا المواطن…
دعونا نتصالح مع أنفسنا ولو للحظات، ونعود بذاكرتنا إلى انتخابات مجلس الشعب الأخيرة، ولنناقش بيننا وبين أنفسنا خياراتنا التي دفعنا بها من أجل (تمثيلنا) في المجلس، ولنعترف أننا مسؤولون بالدرجة الأولى عن (نوعية الاستجابة)، وعن حالة اللا حماية التي نعيشها هذه الأيام..
لو كان ممثلونا في مجلس الشعب ممثلين حقيقيين لنا، لما بقيت تفاصيل بسيطة هي الشغل الشاغل لنا على مدى سنوات، ولو كانوا ممثلين حقيقيين لخرجوا إلينا باعتراف وجداني مطلوب: عذراً منكم، نحن أضعف من أن نحمل همّكم، فاكتفينا بحمل همّنا!
لم يخضع (أي وزير) للمساءلة (في الحكومة السابقة) حتى في أكثر الأوقات التي كان يتعرّض فيها للانتقاد الشعبي الواسع، إذاً، فمن كان يمثّل هؤلاء المواطنين الغاضبين لا يعنيه غضبهم ولا وجعهم..
كلّ ما نريده أيها السادة هو أن نجد أنفسنا في مكان ما، في هيئة تشريعية تحمل اسمنا، في وزارة تدّعي أنها في خدمتنا، في قرار تقول حاشيته إنه صدر من أجلنا، في وجه رئيس بلدية هو الأقرب لنا نظرياً، في منهاج مدرسي لا يتغيّر كل سنة، فنورث الكتب من ولد إلى تاليه!
نحن شعب طيّب، كلّ همّنا أن تكون الكهرباء ساعتي تغذية وأربع ساعات قطع، أن يعود سعر الأدوية الضرورية جداً إلى نصف ما هي عليه الآن، أن يكفي راتبنا الشهري كلّه ثمن صفيحة زيت يكفي الزعتر كـ (عرائس) لأبنائنا في المدرسة!
بقلم رئيس التحرير غانم محمد