الوحدة : 9-10-2021
ما الذي يدفع الرجل للزواج بامرأة تكبره سناً؟
والقاعدة الاجتماعية تنصح الرجل بالزواج من فتاة تصغره، لأن المرأة تهرم قبل الرجل بسبب الحمل والإنجاب.
إذا تحقق السؤال في الواقع وتزوج الشاب بامرأة تكبره بعشر سنوات أو أكثر، فإن الألسنة لا تكف عن تناوله بالثرثرة.
لغة القلوب لا الأرقام
لا يمكن أن نحكم على العلاقات الإنسانية من خلال معايير دقيقة، ففي ميدان المشاعر لا يجوز اتباع عمليات حسابية ذات صلة بالرياضيات لا بحساب القلوب وتفيدنا تجارب النساء ممن تزوجن برجال يصغرونهن سناً، أن الإقدام على هذه الخطوة يحتاج إلى جرأة وتصميم عاليين، ففي هذا الزواج كسر لعادات تآلف الناس عليها منذ آلاف السنين، وليس سهلاً على أي كان كسرها وتجاوزها فقد تبدأ مشكلات من تنوي الزواج برجل يصغرها سناً من دائرتها الأضيق، دائرة أهلها وأصدقائها وصولاً إلى الدائرة الأبعد في المجتمع، كمكان العمل والسكن.
أما نصيب الرجل من المشكلات فلا يقل عن نصيب من اختارته شريكاً لحياتها، إذ غالباً ما ينظر إليه على أنه رجل مسلوب العاطفة والتفكير ينساق وراء مصالحه، ويسير كالمسحور وراء امرأة استطاعت أن تكتشف نقاط ضعفه وتجعله كالخاتم في إصبعها.
(ربما الحقيقة ليست كذلك، فإذا كان مبرراً زواج صبية في سن الخمسة عشر عاماً برجل كهل في الخمسين أو الستين من عمره، فلماذا لا نبرر زيجة بين امرأة ورجل يحبان بعضهما بعضاً وتفصل بينهما بضع سنوات).
في رأي البعض
إن التقارب في السن ليس شرطاً أساسياً لإقامة علاقة زوجية ناجحة، فالحب هو الأساس، ولأن من سيختارها القلب والعمر ليس شرطاً أساسياً للنجاح في مؤسسة الزواج، بل الحب والصدق في المعاملة يكون موجوداً في امرأة كبيرة أو فتاة صغيرة.
إحدى السيدات تقول إنها تزوجت منذ خمسة عشر عاماً برجل تكبره بسبع سنوات، ولكنها لم تشعر ولا في أي يوم من الأيام بفارق السن بينهما وتعيش حياة ملؤها الانسجام والتفاهم وأنا أشجع على مثل هذا الزواج…
وبالمقابل هناك من يرفض هذه الظاهرة ويدعو إلى نبذها من مجتمعنا ويقول لا يمكن نجاح مثل هذا الزواج في مجتمعنا العربي، ولا يمكن أن يلاقي قبولاً اجتماعياً إن هذا النوع من الزيجات يتم بهدف المصلحة والمنفعة المادية، إلا في بعض الحالات النادرة التي تحدث بسبب الحب الزوجان سيواجهان صعوبات كبيرة بعد فترة قصيرة من العيش تحت سقف واحد، فمن الأفضل الزواج بفتاة من نفس سن الرجل أو تصغره بسنوات قليلة.
تؤيده في هذا الرأي الكثير من النساء إذ يعتبرن الزواج من شاب أصغر منهم سناً سيجعلها أسيرة سجنه وخاضعة لرغباته، ثم إن مجتمعنا يرفض على طول الخط مثل هذا الزواج، وهنا لن يكون الحب قادراً على إزالة كل العقبات التي قد تخلق مشكلات وحساسيات لدى الزوجين..
ومع أن هذه الزيجات غالباً ما يتم إظهارها كتتويج لحالة حب كبيرة فإن المظاهر الخادعة سرعان ما تزول أمام وقائع الحياة اليومية تقول إحدى السيدات: تزوجت من شاب يصغرني ب (18 عاماً) وما لفت نظري إليه وسامته والهدوء الذي يتمتع به والحب الكبير، قال إنه يشعر به تجاهي مع أنني سألت نفسي أسئلة كثيرة ومنها لماذا يتزوج شاب في ريعان الصبا فتاة تكبره ب 18 عاماً وعلى رغم ذلك وافقت على الزواج به وأنجبت له طفلاً ومن يومها تغيرت طباعه وعاداته فترك عمله وصار يطالبني بمصروف البيت وبمصروفه اليومي في البداية نفذت له طلباته لكن الحالة طالت، وعرفت أن الملل والندم بدأ يتسلل إلى داخله وأنه يحاول دفعي إلى الطلاق منه وهذا ما كان، إن الزواج غير المتكافئ في السن غير مقبول حتى في ظل وجود الحب.
في ميزان علم الاجتماع ما الذي يقوله عن هذه الظاهرة، يقول:
إن بعض هذه الزيجات قد تصبح كارثية لأنها غير محبذة اجتماعياً ولأنها تسمح بسيطرة المرأة شبه التامة على مؤسسة الزواج بسبب كون الزوجة أكثر نضجاً وتجربة حياتية…
لمي معروف