الوحدة: 5-10-2021
توقّف مفاجئ ألمّ ببعض أشهر مواقع التّواصل الاجتماعيّ على الإطلاق، كان كفيلاً بإيقاع سكّان الكوكب في (حيص بيص).
أدرك الجميع خطورة حالة الإدمان التي نعيشها مع هذه المواقع، التي أخذت بمواطن اللبّ فينا، وسيطرت بشكل سافر على أمزجتنا و تفاصيل حياتنا اليوميّة.
أي حال وصل بنا وقد أصبح العقل البشريّ أسير هذه التقنيّات المستحدثة، أي حال هذا وقد استبدّت فينا شرّ استبداد هذي الشّبكة العنكبوتيّة، التي برمجت عقولنا وقلوبنا وكثيراّ من طباعنا وتفاصيل أيّامنا.
غياب هذه المواقع لبضع ساعات كانت فرصة ذهبيّة لنعيد التّفكير في مجمل هذا الأمر ولنقدّر أيّما تقدير خطورة هذا التّأثير على حياتنا.
كانت فرصة استثنائيّة لنعيد ترتيب عقولنا ومشاعرنا، لنعي حاجاتنا النّفسيّة لوسائل التّواصل الحقيقيّة، لندرك حجم الحاجة الملحّة للعودة إلى إنسانيّتنا بعيداً عن ثورة الإنترنت وصيحاتها المدويّة.
نعود إلى الكتاب في استقاء معلوماتنا وثقافتنا.. نعود إلى دفء المشاعر عبر التّواصل المباشر مع البشر فكراً وروحاً.. لنفكّ قيود هذا الأسر الموغل في نسغ عقولنا وصدورنا.. كانت فرصة جميلة لنتكلّم أكثر مع العائلة.. مع الأصدقاء والجيران.. والأهم أن نتكلّم أكثر مع أرواحنا المتعبة.. التوّاقة إلى دفء الرّوح بعيداّ عن نقرات الهواتف الذّكيّة والمشاعر الافتراضيّة.. كلّ انقطاع وأنتم بألف خير وراحة بال.
نور محمد حاتم