حصاد المياه بدلاً من هدرها في البحر

الوحدة: 29- 9- 2021

 

مياه نهر بحيرة السن المهدورة إلى البحر، كانت ولازالت موضوعاً يشغل حديث الناس، نظراً للمعاناة الكبيرة خلال فصل الصيف جراء عدم تأمين احتياجاتهم الفعلية من مياه الشرب، وتعذر إمكانية الحصول عليها كما ينبغي، نظراً لانقطاعات المياه، وبالتالي انخفاض حصة الفرد من مياه الشرب.

حصاد المياه، وإيجاد السبل الصحيحة من أجل تجنب الفاقد المائي، واستفادة الناس من مياه الشرب، بدلاً من ذهابها هدراً إلى البحر، كان محور اللقاء مع المهندسة المدنية لميس علي أحمد، الحائزة على شهادة ماجستير في الهندسة المائية والري، تخطيط موارد مائية، والتي حدثتنا عن الدراسة التي أجرتها حول الوضع المائي باللاذقية عموماً، وجبلة على وجه التحديد.

أوضحت بدايةً المهندسة أحمد أن سورية تقع ضمن منطقة جافة وشبه جافة حسب معدلات الأمطار والهطولات المطرية، وفيما يتعلق بمنطقة جبلة تعد مياه السن المورد الرئيسي لمياه الشرب والري أيضاً.

وبينت المهندسة أحمد أن فاقد شبكة المياه وكميات الهدر من مياه الشرب حسب تصريحات مؤسسة مياه الشرب تتراوح من  ٣٠ إلى ٣٥ ٪ فقط، بينما فعلياً وعلى أرض الواقع تتراوح نسبة الفاقد من ٦٥ إلى٧٠ ٪.

وهناك جملة من الأسباب التي يعزى لها هذا الهدر المائي وأولها الأسباب الفنية المتعلقة بقِدم تصميم الشبكة واهترائها وتنفيذها السيئ عدا عن أن عملها يسير وفق آلية تقلل استطاعة المضخات وانخفاض الوارد المستثمر، إضافة إلى مشاكل عدادات المياه والوصلات غير النظامية ضمن التعديات على شبكة مياه الشرب لأغراض الشرب أو الري.

كما أشارت المهندسة أحمد إلى أن حجم تخزين المياه في سدود الحويز وبيت ريحان وكفردبيل لا يتجاوز ٢٠مليون متراً مكعباً، ما يعني أقل من المطلوب في عمليات الري بما يعادل ٣٠مليون متراً مكعباً، علماً أن مياه سد الحويز مصدرها مياه بحيرة السن التي تقام عليها أيضاً ٤ قنوات للري صيفاً.

وكشفت الدراسة التي أجرتها المهندسة لميس أحمد عن اعتماد الأهالي على الآبار الجوفية لدى انخفاض غزارة بحيرة مياه السن في فصل الصيف نتيجة قلة الهطولات المطرية، وهذا يعني حتماً استنزاف الحامل الجوفي الذي يفترض إيقافه واللجوء إلى الحل الأمثل ألا وهو استثمار الجهات الحكومية مصادر المياه السطحية في بحيرة السن.

ورأت المهندسة أحمد أن التمكن من حصاد المياه بشكل جيد من الهطولات المطرية يتم عبر السدات المائية رغم حجومها التخزينية الصغيرة مقارنةً بالسدود، ولذلك يفترض إنشاء سد بديل عن سد السخابة الذي أنشئ لهذا الغرض، والذي فاقم خروجه عن الخدمة من حجم مشكلة هدر المياه من السن إلى البحر، والتي تقدر كميتها  ب ١٣٣مليون متراً مكعباً.

وأشارت المهندسة أحمد إلى أهمية استثمار محطة التصفية في بحيرة سد ١٦ تشرين الذي تنفذه مديرية الموارد المائية حيث يمكن الاستفادة من مياهها بكمية  ٧٥٠٠٠ متر مكعب يومياً وتوجيهها إلى مدينة اللاذقية بما ينعكس إيجاباً أيضاً بنفس الوقت على حصة جبلة وزيادتها من نبع السن والاستغناء عن التقنين الكهربائي.

كما أكدت المهندسة أحمد على أهمية مشروع خط الجر الخامس وإدخاله حيز الخدمة، وكذلك على التخلص من  مشكلة الهدر الكبيرة للمياه، والتي تقدر كميتها ب ١٣٣مليون متراً مكعباً سنوياً،  لذلك هناك ضرورة ملحة للتعويض عن سد السخابة بإنشاء سد آخر يضمن تخزين مياه السن المهدورة إلى البحر من أجل تحقيق الأمن المائي لأغراض الشرب والري والتوزيع العادل للمياه في سنوات الجفاف وكذلك تحسين حصة الفرد من المياه.

ونوهت المهندسة أحمد بأهمية مشروع خط العزل المنشأ على المتحلق الذي يهدف إلى تغطية المساكن الجديدة وكذلك تحسين واقع المياه في أحياء التضامن والنقعة والفيض، ومن المؤكد أن تخفيف ساعات التقنين يتيح المجال للاستفادة الحقيقية من آبار العقدة عند جسر جبلة.

ازدهار علي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار