الغيرة الزوجية بين مطرقة الواقع وسندان الخطر

الوحدة : 29-9-2021

إن الغيرة اللاعقلانية التي تهبط على البعض دونما أسباب سليمة وواقعية، هي فعلاً كالقنبلة التي ينبغي نزع فتيلها قبل أن تنفجر محدثة هزة عصبية ونفسية، وقد أخفق الكثيرون في زواجهم بسبب سيطرة بعض الأفكار الخاطئة على أذهانهم ونفسياتهم، بل تعدى الأمر في بعض الأحيان ليصل إلى درجة القتل أو الانتحار في حالات الغيرة المرضية، التي تتطلب تدخل الطب النفسي لمعالجة الأمر، وإنقاذ الموقف، ونظراً لأهمية الموضوع التقت الوحدة مجموعة من الأطباء أخصائيي أمراض نفسية لشرح ماهية هذه الغيرة وكيفية العلاج فكان الآتي..
تتجلى الغيرة المرضية بأفكار ومشاعر تظهر عندما تبدو العلاقة مهددة، وقد يرافقها اضطراب في النوم، وقلق وحزن وضيق وبكاء أحياناً، وحتى درجة اليأس وانعدام معنى الحياة، وهذه المشاعر قد تعزز بالحسد لصفات الشخص المنافس، وقد لوحظ إننا نميل للغيرة من هؤلاء الذين يمتلكون مزايا نفتقر إليها، وبشكل عام تحسد النساء على الجاذبية والحضور والشعبية، أما الرجال فعلى الغنى والشهرة، أما أكثر الناس عرضة لمشاعر الغيرة من الآخرين فهم الذين يتصفون بثلاث مزايا رئيسية: التقليل من القيمة الذاتية، ثانياً: يضعون قيمة كثيرة لصفات مثل الغنى والشهرة والجاذبية، ثالثاً: حاجة الشخص الزائدة والمبالغ بها للاعتناء والاهتمام به، ولا يستجيب كل الناس على الغيرة بنفس الطريقة، وهناك اختلاف بين الرجل والمرأة بكيفية الاستجابة للغيرة، فالمرأة بشكل عام أكثر ميلاً للاعتراف بمشاعر الغيرة في حين يميل الرجل لإنكارها، وتتركز غيرة المرأة خاصة على المشاركة العاطفية لشريكها مع امرأة أخرى، في حين تتمحور غيرة الرجل على العلاقة بين حبيبته وشخص آخر، وغالباً ما تلوم المرأة نفسها على الغيرة، في حين يلقي الرجل اللوم على طرف ثالث، والحقيقة أن سلوك أشخاص الغيرة المرضية يتصف بسمتين: سلامة التصرف في الحالات التي لا تخص الموضوع، واللجوء إلى طرق بوليسية في مراقبة زوجته سراً، فالمريض قد يبحث بدقة عن الأدلة الدافعة للخيانة كما أن تلك القناعة تقود المريض إلى سلوك سادو– ماسوشي في تعامله مع الطرف الآخر، وقد ينتهي بالقتل أو الانتحار، ويكون مزاج المريض الغيور متراوحاً حسب الاضطراب النفسي، وهو مزيج من البؤس والخوف والتهيج والغضب، أما أسباب الغيرة المرضية فهي طيف واسع من اضطرابات نفسية مثل انفصام الشخصية والاضطرابات الوجدانية، اضطرابات الشخصية، الإدمان على الكحول والمخدرات والاضطرابات الدماغية، أما علاج الغيرة المرضية فمهم جداً أساسه العلاج الدوائي لدى المرضى الفصاميين والاكتئابيين في حين يكون العلاج النفسي والسلوكي المعرفي مفيداً للمرضى العصابين وتعليمهم آليات إنقاص التوتر وضبط العدوانية والغيرة وفق سلوكيات خاصة.

رفيدة يونس أحمد

تصفح المزيد..
آخر الأخبار