الخريجون الجامعيون.. بين البطالة وقلة فرص العمل

الوحدة: 28-9-2021

 

الشباب عماد الوطن وأمله في البناء والنهوض والتقدم, والخريجون الجامعيون ثروة حقيقية لوطننا الذي خسر الكثير من الموارد البشرية والكفاءات والمهنية سواء بموت شبابها بالحرب أو بهجرة الكثيرين هرباً من فتكها وما ارتبط بها وما أفرزته.
ما تحتاجه بلادنا اليوم وهو سد الفجوة في نقص الكفاءات وإعادة تشكيل جيل متعلم مدرب على استثمار طاقاته في بناء حياته ومجتمعه وفتح بارقة أمل أمام الكثيرين من الخريجين الذين أمضوا الشطر المهم من حياتهم في الدراسة والتخصص النظري والعلمي والعملي والباحثين عن فرصة عمل تشكل الأمل والحلم للكثيرين منهم.
البطالة إحدى المشكلات الماثلة والمطروحة وأحد العوائق الرئيسية في طريق نمو الاقتصاد السوري الأمر الذي ينعكس سلباً على واقع العمل وحجم ظاهرة البطالة وخاصة بين الخريجين الجامعيين صارت كارثة حقيقية اجتماعية يجب التوقف عندها حيث تخرج الجامعات سنوياً عشرات الآلاف من الشباب الذين ينضمون سنوياً إلى الأعداد الهائلة للعاطلين عن العمل وشعورهم بعدم الإنصاف واختلال ميزان العدالة الاجتماعية.
بين شبح البطالة والإخفاق في إيجاد فرصة عمل ملاءمة للعمل وتوفير الحياة الكريمة للشباب وتركهم يعانون البطالة والإهمال والتهميش والإقصاء وعذاب الانتظار المر للوظيفة الحكومية يعيش الشباب الخريجون من الجامعات والمعاهد الحكومية واقعاً صعباً لا يحسدون عليه, أعدادهم تزداد عاماً بعد آخر وفرص التوظيف تبتعد وتختفي وتنز كالقطارة التي لا تروي ظمأ ولا تسمن من جوع.
فرصة الخريج الجامعي لا تكتمل إلا بالعمل, يجب تنفيذ برامج دعم الخريجين وتعزيز قدراتهم وتأهيلهم لدخول سوق العمل بما يناسب مؤهلاتهم وخبراتهم وتدريب الخريجين من الاختصاصات الجامعية التي لا تنال تدريباً عملياً, ومواءمة مخرجات التعليم واختصاصاته مع احتياجات سوق العمل ومتطلباته بما يؤمن للخريج التعرف على معنى العمل في القطاع العام ومعنى العمل بشكل عام وسلوكياته وصقل المهارات والالتزام بالوقت والدوام.
يجب تشجيع الشباب والطلاب على التعليم الجامعي وإنصافهم والارتقاء بالحالة المعيشية والاجتماعية وتحقيق طموحاتهم بتأمين حقهم في الحياة الحرة الكريمة وإكسابهم المهارات والخبرات للنفاذ إلى سوق العمل, وتطوير سياسة العمل الوطنية لتصبح أولوية في خطط الحكومة وتنشيط سوق العمل بتأمين قدرات بشرية شابة لتلبية احتياجات المؤسسات والجهات العامة والخاصة ودعمهم مادياً ومعنوياً وتوطين الخريجين بشكل تدريجي ومنظم وتلبية احتياجات جميع المناطق من الخبرات والكفاءات.

نعمان إبراهيم حميشة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار