يا أصحاب الإشاعات خذوا جرعتكم ثم ناموا

الوحدة 26-9-2021  

 

خوف بدأ يُطبق على صُدور الكثيرين، أينما كانت الوجهة، الديباجة نفسها لكنها تختلف من راوٍ لآخر، (الكورونا تفشّت وبشكلٍ فظيع، المشافي وأقسام العزل أُغلقت … و و و ) كلْ يغنّي على ليلاه بالترويج تارة وبتضخيم الأحداث تارة أخرى، الإشاعات تجوب كل الأماكن، ومجتمع أرضيته صالحة جداً لتقبّل الخبر، كلٌ آذانه صاغية لتضخيم الحدث وتناقله، وما أسهل هذا وأسرعه، كالنار بالهشيم، نحن نعيش ضمن مجتمع مستمع فقط لا غير، غير قادر على إثبات الأدلة والوقائع، هذا ما تعلّمناه خلال هذه الأزمة أو الحرب، تضخيم النتائج بالمجمل وتبهير أحداثها، مخابرة هاتفية واحدة كفيلة بدب الذعر والاكتئاب العام، نعم هي الإشاعة والنفاق بنقل الخبر والتلاعب بالمشاعر، هذا ملخّص محدود جداً ضمن دائرة ضيقة من مدينتنا الصغيرة.. وبالعودة إلى المارد المارق (الكورونا) نحن لا نُنكر فظاعة هذا الوباء وقسوته بالانتشار وطغيانه على أجساد الضعفاء من حاملي إعداداته، المفروض من الجميع توخّي الدقّة بنقل الأحداث وتجنّب تضخيم الأمور، علماً أن جميع المشافي تستقبل المرضى كالمعتاد فتتم معاملة المُصاب معاملة طبيعية، سواء بتقديم العلاج داخل المشافي أم إعطاء الأدوية المناسبة، وترشيد المريض بعزل نفسه لعدة أيام لإبعاد العدوى وحصر المصابين، مع العلم أن هذه فترة تعتبر مناسبة جداً لتفشي أمراض الرشح والزمام، وبكل الأحوال أعراضها تتلاقى وأعراض وباء الكورونا، أما الأبرز والواضح لتفشي الأمراض بشكل عام والتنفسية خاصة، هو تقلبات الطقس والفروق الحرارية بين الّليل والنهار، وزاد الأمر تسارعاً هو الدوام المدرسي والقاعات التدريسية المكتظّة، حيث تُعد بؤرة تفشّي أمراض الشتاء والبرد وتقبّله بين الطلاب ببراءة ثم احتضانه إلى عائلة أفرادها متفاوتي الأعمار صُدورهم غير قادرة على تحمّل الرشح أو الكريب ثم الالتقاء مع أعراض الكورونا وتفاصيله المُزعجة، وتكمن الخطورة بوجود أمراض أخرى مزمنة تجعل مدة العلاج متفاوتة من مريض لآخر، وقد قامت الدولة ولا زالت بفتح مقار في جميع أنحاء البلاد لأخذ اللقاح بالمجان، حيث لاقت الحملة عدة آراء منها ما هو معارض للقاح ونسبة كبيرة وجدت به حالة إيجابية تحاكي تطور المنظومة الصحية في البلاد والعالم.. فيا أصحاب الإشاعات السلبية وتضخيمها توقفوا وخذوا جرعتكم من الهدوء وناموا كي تطمئن قلوب الآخرين.

سليمان حسين

تصفح المزيد..
آخر الأخبار