تجاعيد الحياة الزوجية!

الوحدة:26-9-2021

تنظر المرأة إلى مرحلة منتصف العمر على أنها توقيت الدخول في سن اليأس، وعدم القدرة على الإنجاب، وبداية ظهور التجاعيد وترهل الجسد، واختفاء بريق العينين وانصراف الزوج عاطفياً، انهماك الأبناء بأنفسهم وهم يكبرون.
ويرى الرجل في مرحلة منتصف العمر أنها فترة ظالمة تصبح فيها حياته قلقة وغارقة في العمل، ولا وقت لديه للاستمتاع والترفيه، لذلك يبحث أحياناً
عن وسائل للتعويض عن الشباب الضائع فينجرف وراء نزوات أو علاقات زائفة.
ولا شك في أن المتزوجين هم الذين يواجهون أكثر من غيرهم تحديات مرحلة منتصف العمر، ولكن التجارب والنضج العقلي يمنعان معظم المتزوجين من الانفصال، حيث يدرك كل من الزوج والزوجة (أن الذي تعرفه أفضل من الذي تتعرف إليه)!
وتشعر الزوجات، عموماً، بأن التقدم في السن (شيء فظيع) تحت أي ظرف من الظروف فالحياة قصيرة بصورة رهيبة ولا أحد يريد أن يكبر أو يمرض أو يموت، فمن الصعب على الإنسان أن يرى نفسه وهو يتقدم نحو الشيخوخة ولذلك يمكن أن نفهم لماذا يرغب رجل تجاوز الخمسين أن يقضي وقته مع شابة في عمر ابنته، أو تنجذب امرأة إلى شاب في سن ابنها!
وفي أزمة منتصف العمر قد يصل بعض الناس إلى الشعور بالكراهية والغضب من حياته السابقة ويرى أنه أمضى أجمل سنوات حياته مع شريك لا يستحق، وواجه فيها ظروفاً صعبة لتوفير المال والاستقرار العائلي من دون الشعور بمتعة الحياة، واضطراره إلى تأجيل الأحلام دائماً إلى وقت آخر، فيبدأ في إعادة تقييم حياته كلها، ورصد كل نقاط الضعف فيها ويشتد غضبه حين ينظر إلى الأمور بعواطفه ومشاعره، فيرى أن عمره ضاع ولم يستمتع بالحب والانطلاق، ويحاول أن يستمتع بهما خلال ما تبقى من حياته!
إنه التفكير الأناني الذي يهدم كل الأشياء الجميلة التي حققها الزوجان معاً خلال رحلة الحياة المشتركة التي أثمرت أولاداً ونجاحات عملية ما كانت لتحصل لولا (المودة والرحمة) في إطار الحياة الزوجية المثمرة والمستقرة.

لمي محمد معروف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار