محمد حلاق: الحفلات الحيّة والمهرجانات تكشف نقاط القوة والضعف عند الفنان

الوحدة: 20-9-2021

 

 


يمتلك حنجرة و مقدرة صوتية تمكنّه من أداء مختلف فنون الطرب الأصيل, عاشق للأغاني التراثية, ومشهود له بأدائها بإحساس مرهف، يهتم بالنوعية لا بالكمية، فالفن عنده رسالة سامية لابدّ أن تصل إلى الناس بأمانة وصدق.
البداية عنده كانت في النادي الموسيقي, ومن ثم على يد الأستاذ زياد عجان, حيث تعلّم أصول الغناء والموشحات والقدود.
الفنان محمد حلاق عضو نقابة الفنانين عضو المؤتمر العام للنقابة، فرع اللاذقية، نستضيفه في السطور التالية..
– لك لون غنائي خاص بك, فماذا تحدثنا بهذا الخصوص؟
دائماً في بداية المشوار لطريق الفن يسعى الفنان لغناء لون خاص يجيده ويتقنه لكي يثبت وجوده, وبعدها يغني الألوان كلها من الأغنية الطربية حتى الطقطوقة، لكن يبقى يعشق لوناً أكثر من غيره, لهذا نرى ميول الفنان إليه أكثر, و كأنه تخصص بلون غنائي.
– الأغنية التراثية مرآة تعكس صورة المجتمع, وتمتاز بتلاحمها الوثيق مع حياة الناس وارتباطها بهمومهم, إلى أي حد تجسد ذلك في أغانيك؟
الأغنية مرآة الفنان, والفنان مرآة مجتمعه, فهو يوصل هذه الأغنية للناس لتصبح على أفواههم, و أقرب لنفوسهم, وألصق بعواطفهم, حاملة معها الصدق والعفوية والبساطة في التعبير, وأنا أعتمد على الأغنية التراثية لتجسيد ما ذكرته أكثر من الأغاني الحديثة, لهذا نراها حتى اليوم تردد وتغنى.
– بيت العتابا يؤلف وحدة كاملة, ويحمل ثروة لفظية كبيرة لاعتماده على فن الجناس, ما أهمية ذلك في رواج الأغنية العربية؟
تحتل العتابا مكاناً مرموقاً في أغانينا الشعبية والعربية لأن معظم الأغاني تدور حول الحب وما يلاقيه المحبون من عتاب ووصال وصدود وعذاب وحنين وشوق, ولهفة وقلق، فهي تأتي وبدون مبالغة أولاً في الأغاني لأنها ملازمة لأفراحنا وأتراحنا وأعمالنا على السواء, بالنسبة لأصل العتابا مصدر هذا النوع من الغناء لم يعرف معرفة يقينية أهو عربي الأصل أو سرياني الأرومة, أو جاء من غير العرب والسريان, إن معظم الذين سئلوا عن هذا الموضوع من موسيقيين ومغنين ومؤلفين أكدوا أن العتابا عراقية المنشأ وهي معروفة عند العرب البدو ويروي بعضهم حكاية شعبية حول العتابا تقول: إن فلاحاً كان يقيم في جبل الأكراد وكانت له امرأة جميلة اسمها (عتابا) رآها إقطاعي المنطقة فأحبها, وانتزعها من زوجها, ومالم يكن الفلاح يستطيع استردادها منه, أو كتمان غيظه أو نسيانها, فهجر قريته ورحل.
– لك أغانٍ خاصة بك, وتجارب في نظم الأغاني والتلحين, فما المعايير التي تعتمدها في أغانيك؟
– مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة, والأغنية تبدأ بالكلمة واللحن, وبعدها الأداء والصوت الجميل, تماماً مثل اللوحة الفنية التي يزينها الإطار, وأنا أستعين بالأغاني التراثية دائماً في ألبوماتي, وحتى في حفلاتي الخاصة, إضافة إلى الأغاني التي قمت بكتابة كلماتها وتلحينها وهي تجربة لاقت نجاحاً فأنا أعتمد على الكلمة الجميلة البسيطة واللحن الجميل القريب من الناس.
– ماذا عن دور الحفلات الغنائية الحية والمهرجانات في مسألة انتشار الفنان, وأنت المشارك في حفلات كثيرة ومهرجانات عدة داخل و خارج سورية؟
إذا كان المسرح أبا الفنون, فالحفلات الحية والمهرجانات تكشف نقاط القوة والضعف عند الفنان, فالمسرح يكشف عيوبه, وهنا يثبت الفنان قدرته على الغناء واستمراره في مشواره الفني إذا كان جيداً, وفي الواقع لا يمكن لأي فنان أن ينتشر ما لم يتصل بالناس, ويشاركهم أفراحهم, وهذا يتحقق من خلال الحفلات والمهرجانات فلا بد للفنان أن يحس بمشاعر الناس حتى يكون عطاؤه صادقاً.
– بالمقابل كيف تنظر إلى الغناء السائد في الفضائيات؟
غالباً في الفضائيات لا أنظر إلى الغناء, بل للجميلات اللواتي يرقصن, فلا أعرف من يغني، و إنما أعرف من يرقص.
– برأيك، ما أسباب تراجع الإبداع الغنائي في عصرنا الحديث؟
لأن فاقد الشيء لا يعطيه في هذا العصر لا نرى مبدعين – و إن وجدوا منهم قلة- بل مبتدعين يعتمدون على الصورة والمناظر أكثر من الصوت والكلمة واللحن, وهذا ما نراه في الفيديو كليب الحديث باستثناء قلة تحاول الكتابة والتلحين؟
– ولماذا يتجه بعض الفنانين إلى إعادة الأغنية القديمة برتم حديث؟
غالبية المطربين يجددون الأغاني القديمة برتم حديث لأنها أجمل, وكانت في مرحلة المبدعين من كتاب وملحنين ومطربين, ولسرعة الانتشار, كلنا نغني هذه الأغاني فهي لا تموت أبداً, بينما أغلب أغاني العصر الحديث هي عبارة عن فقاعات من الصابون لها بداية ونهاية.
كلمة أخيرة للفنان محمد حلاق:
أتمنى الاهتمام بالمطرب المحلي إعلامياً لاسيما في التلفاز, لأن مطربينا يملكون أصواتاً جيدة, ويقدمون فناً جميلاً, أخيراً أقول: الإعلام المقروء لا يقلّ أهمية عن المسموع أو المرئي وصحيفة (الوحدة) – منبر الساحل – تسعى لتقديم صورة عن الفن والفنانين في هذه المحافظة.
نشكر هذه الجهود جزيل الشكر على دعمها الدائم للفن, ونتمنى لها المزيد من النجاح والانتشار.

رفيدة يونس أحمد

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار