الوحدة : 18-9-2021
الآباء يأكلون الحصرم والأبناء يضرسون.. فلماذا يورث الآباء أولادهم الإحساس بالمرارة والضياع؟ وهل من حق الآباء والأمهات أن يأكلوا ما شاؤوا، حتى وإن دفع الأبناء أفدح الأثمان؟
الشاعر الفرنسي (شارل بودلير) مثلاً كان ضحية لجناية ارتكباها أبوه وأمه، وقد ظلت هذه الجناية تطارده طوال حياته، وفي ذلك يقول هو عن نفسه: أنا إنسان مريض، شنيع الطباع، والذنب في ذلك ليس ذنبي وإنما ذنب أبي وأمي، وبسببهما يسرع البلى في جسمي، وتخل عراي، ذلك شأن من يولد من أم في السابعة والعشرين، وأب طاعن في الثانية والستين.
وإذا ما نظرنا حولنا فسوف نرى العديد من أمثالهما.. فذاك عجوز بطر بغناه، ورسم في خياله صورة فتاة أحلامه الجديدة، وطبعاً يريدها صغيرة بعمر أحفاده، متناسياً أن لزواجه الميمون ضريبة يدفعها بذريته الجديدة، التي لن تنشأ في ظروف طبيعية، لطالما أن صراع الأجيال دائم بين جيل وآخر إلى حد التنافر.. فما بالكم بالهوة الفاصلة بين أب وابنه تفصل بينهما عقود من السنين؟!
رفيدة يونس أحمد