تأخر استلام رسائل أسطوانات الغاز المنزلي.. ومعاناة متفاقمة!

الوحدة 17-9-2021

هناك مشكلة من نوع مختلف تطرأ على الواقع المعيشي اليومي لمئات العائلات من سائر مناطق محافظة اللاذقية، وفحواها: تأخر وصول رسائل البطاقة الذكية على هواتفهم الجوالة، والمتعلقة فيما يخص استلام أسطوانة الغاز المنزلي، وذلك لفترات طويلة متباعدة ومتباينة، قد تزيد عن مدة الثلاثة أشهر، ما يضطرهم غالباً للطهي على مواقد الحطب، أو على السخانات الكهربائية، ولكن الحطب غير متوفر إلا نادراً وبأسعار مرتفعة، كما أن التيار الكهربائي، هو الآخر غير متوفر أيضاً أغلب الأحيان، وذلك بحكم أن فترة التقنين للكهرباء تدوم لساعات طويلة كل يوم..

معاناة متفاقمة

– السيدة أم باسل (ربة منزل) قالت: منذ أكثر من شهرين، استلمت رسالة تبديل أسطوانة الغاز وكان قد تأخر وصول رسالة استلامها لمدة تقارب المائة يوم، ما أدى إلى معاناة متفاقمة كبيرة، جراء نفاذ الغاز من منزل أسرتها، وهي حائرة وقلقة كيف تتدبر أمورها، وتتساءل: أية أسطوانة غاز تكفي حاجة الأسرة منها عن تلك المدة الطويلة جداً؟!.. ولذلك، لم تجد بديلاً سوى استخدام الحطب على ندرته لطهي بعض الطعام لأسرتها، كما أن رسالة استلام الأسطوانة التي سبقتها قد تأخر وصولها لمدة ٨٤ يوماً تماماً.

– السيدة رهف (مرشدة اجتماعية) قالت: بعد كل ٧٠ يوماً حتى تصلهم رسالة استلام أسطوانة الغاز، وهي لا تكفي حاجة الأسرة من الغاز المنزلي خلال هذه المدة الطويلة ولاسيما إذا كان عدد أفراد الأسرة كبيراً، حيث أنها تحتاج كل شهر لاستهلاك أسطوانة غاز، وخصوصاً أن فترة انقطاع الكهرباء طويلة هي الأخرى، ونادراً ما تأتي إلا لساعة واحدة، وتقابلها خمس ساعات انقطاع متواصلة.

لذلك، يتعذر استخدام السخانة الكهربائية أيضاً، فهي تنتظر مضطرة أحياناً، حتى يأتي التيار الكهربائي، لتقوم بطهي بعض الأطعمة السريعة على السخانة الكهربائية، كما تضطر من باب الحيطة والحرص على تقنين استخدام أسطوانة الغاز للضرورات القصوى فقط وتكتفي في بعض الأيام مع أسرتها بتناول مأكولاتهم غير المطبوخة، التي تقتصر على الحواضر، ولف (السندويش) لأطفالها.

لأنها لا تمتلك الإمكانية لتبديل أسطوانة الغاز من السوق السوداء، نظراً لارتفاع ثمنها الباهظ، مقارنة مع راتبها الشهري المتواضع كموظفة من ذوي الدخل المحدود.

– المواطن حسام محمد الأسد: وصلتنا منه إلى بريد (الوحدة) رسالة عن تأخر استلامه لرسالة أسطوانة الغاز المنزلي لديه، ولمدة قاربت الثلاثة أشهر..!!

توافرها بالسوق السوداء

وفي سياق متصل، ذكر لنا بعض المواطنين الآخرين، مؤكدين على أن عملية تبديل أسطوانة الغاز المنزلي الحر، متوافرة في السوق السوداء غالباً، ولكن السعر المقابل لها، يصل إلى مبلغ، يتراوح ما بين ٦٠ إلى ٩٠ ألف ليرة سورية، وهو مبلغ مجحف يصعب عليهم تأمينه، كونه يعادل راتب رب أسرة من ذوي الدخل المحدود عن شهر كامل.

نقص التوريدات وخفض حصة المخصصات

ومن جهته، بيّن لـ (الوحدة) سنان بدور مدير فرع شركة محروقات باللاذقية، أن أسباب تأخر رسائل الغاز على البطاقة الذكية، تعود لنقص في التوريدات من نواقل الغاز الواردة إلى البلاد، نتيجة الحصار الاقتصادي الجائر، وقانون (قيصر) الظالم على الشعب السوري.

وبالتالي، فقد تم تخفيض مخصصات حصة المحافظة من الغاز المنزلي، ما أدى إلى انعكاس ذلك على خفض كمية الانتاج لدينا منها، وهذا ما أدى بدوره أيضاً إلى تأخر وصول رسائل استلام أسطوانة الغاز المنزلي للمواطنين.

مفارقة غريبة وعجيبة

يلاحظ المتابع أن مابين سندان تصريح المسؤولين عن أسباب تأخر رسائل البطاقة الذكية، ومطرقة قلة الإنتاج من المادة، يقف المواطن حائراً مستغرباً:

كيف يتوافر الغاز المنزلي في السوق السوداء بكثرة، ولدى بعض المعتمدين أيضاً ممن يصل الجشع بهم إلى حد إصرارهم على عدم التنازل عن سعر تبديل الأسطوانة الواحدة بأقل من ٨٠ ألف ليرة سورية، فما هذه المفارقة الغريبة والعجيبة التي تطرح سؤالاً أكثر استغراباً وتعجباً: أين دور الجهات المعنية بتوفير هذه المادة للمواطنين للتخفيف عليهم من شدة معاناتهم التي يكابدونها على نحو متأرجح من فترة إلى أخرى؟ ولماذا لا تضاعف حماية المستهلك من الدور المناط بها لتشديد الرقابة على السماسرة المتاجرين بالغاز المنزلي، والمستغلين بذلك حاجة الناس، لكي يحققوا لنفوسهم الضعيفة أرباحاً غير معقولة ولا مقبولة بأي حال..؟!

الحسن سلطانة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار