التواصل الاجتماعي وسائل للتقارب أم التباعد؟

وحدة 17-9-2021

يعد التواصل عموماً في المجتمعات البشرية ضرورة ملحة تفرضها طبيعة المجتمع وأهدافه وحاجاته، سواء إن كان ذلك على الصعيد الفردي أو الجماعي ولأغراض لا تنتهي ولغايات ومصالح وأهداف كل يوظفها وفق مقتضياته وما يملكه من معطيات وما يرغب في تحقيقه، هذا ما استهلت به محاضرتها الكاتبة منيرة أحمد –  مديرة موقع نفحات القلم بعنوان: (وسائل التواصل الاجتماعي وأثرها على البنى المجتمعية) التي ألقتها في مقر  الجمعية العلمية التاريخية السورية بجبلة.

وبيّنت المحاضرة أنه على مر الزمن اتخذ التواصل سبلاً وأساليب مختلفة تباينت وتعددت ومرت بمراحل عديدة منذ بدائيته عبر الإشارات والحركات إلى التواصل عبر رسائل يحملها الحمام الزاجل إلى التواصل الكتابي عبر الرسائل البريدية لكسر حاجز الجغرافية بين المتواصلين والتواصل البيني المباشر بين المتواصلين الى الاتصال عبر الهاتف ووسائل الاتصال ( السمعية والبصرية – تلفاز – إذاعة ) إلى عصر العولمة الذي مكّن الأشخاص عبر مجموعة من التطبيقات والبرامج ومن خلال الفضاء الإلكتروني ( واتس أب، فيسبوك، انستغرام، تلغرام، تويتر، مسنجر ) وعبر أزرار يربطها سلك شبكي ليتجاوز الحدود ويلغي المسافات ويفتح عوالم وأفقاً يستخدمها كل متواصل وفق ما يرغب محققاً نوعاً جديداً جعل العالم أشبه بقرية صغيرة، ويمكن القول إن أصدقاء وسائل التواصل الاجتماعي أصبحوا وكأنهم سكان بناء واحد .

وتابعت المحاضرة: ما يدفعنا للخوض في غمار ذلك الفضاء تحديداً هو تسليط الضوء على أثر وسائل التواصل على البنى المجتمعية تحديداً، مشيرةً إلى أن  التواصل هو العملية والفعل التي يقوم بها الإنسان من أجل إيصال العديد من الأشياء كالمعلومات والأفكار والرسائل، وذلك من خلال نقل الأخبار في مجتمع واحد نتيجة لوجود العديد من العلاقات المشتركة، كما أنه في علم النفس يتم تشبيه عمليات التواصل بأنها عملية إلقاء البلياردو، وذلك نتيجة لدفعها فتصطدم وترتد من جديد وهذا ما يؤكد أن لكل فعل رد فعل.

وذكرت المحاضرة أن آراء مستخدمي وسائل التواصل و كذلك غير المستخدمين حول وسائل التواصل الاجتماعي متباينة فهي بين مؤيد ومشجع لها وبين معارض وشاكٍ من أثرها، هي وسائل تواصل وتباعد في آن معاً، فقد أتاحت لسكان القرية الصغيرة التقارب وتبادل ما يودون تبادله ( كلمات – مواقف – آراء – صور – معلومات) ، ومن ناحية ثانية سببت تباعداً وصل حد التباعد والتنافر  بين أفراد الأسرة حتى المحبين منهم، فجعلت اختلاط المواقف والآراء سمة عامة لما أحدثته تلك الوسائل، إذ تقول إحداهن – وليست الوحيدة -إنها وسائل انفصال اجتماعي، وآخرون يرون فيها التقاءً بعد انقطاع بين الأصدقاء بسبب البعد الجغرافي أو ظروف ومتاعب ومشاغل الحياة.

وأوضحت المحاضرة أن عدم توفر إحصائيات دقيقة حول الأثر المجتمعي لوسائل التواصل الاجتماعي يتطلب تحرك مراكز الأبحاث المتخصصة بغية تحديد كافة جوانب وآثار تلك الوسائل على المجتمع سلباً وإيجاباً وذلك استناداً إلى منظومة دراسات وأبحاث وبرامج توعوية تشمل الجميع ضمن ضوابط  تقلل ما أمكن من السلبيات.

ورأت المحاضرة أنه عندما تطور المجتمعات طرق وأساليب تعاطيها مع القضايا الفردية والمجتمعية بطريقة تلبي حاجاته دون ضغط او إكراه فإن المجتمع سيتمكن من تربية الأجيال على السبل الصحيحة للإفادة من مواقع التواصل الاجتماعي تكون ذات أثر نفعي إيجابي بناء للمجتمع.

ازدهار علي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار