الطلاق.. وأثره على الأولاد

الوحدة : 16-9-2021

أبغض الحلال عند الله الطلاق, وأحياناً يشكل الطلاق حلاً لوضع لحياة غير سعيدة بين الزوجين، وبغض النظر عن أسباب الطلاق فإن نتائجه النفسية والاجتماعية تحتاج إلى الكثير من الإيمان والصبر من أجل تدارك هذه النتائج, خاصة إذا كان للزوجين أطفال إن مواجهة الأمر بشجاعة وهدوء وتحمل الصدمة, وتجنب الانفعالات, والاحتفاظ بمعنويات عالية يسمح للطرفين بتدارك الأزمة, والتخفيف من الجراح النفسية والاجتماعية التي يسببها الطلاق.
حين يحصل الطلاق ربما يرغب كل طرف بالتعبير عن سخطه وغضبه وإلقاء المسؤولية على الطرف الآخر, مما يؤدي إلى نشوب نوع من الحروب, ويتوجب حينذاك على المرأة الابتعاد عن الانفعال والتعبيرات التلقائية أو العفوية, وإن كان طلاقها مؤلماً، وألا تبحث بالتالي عن أي سبب لجرح زوجها السابق تجنباً للدخول في لعبة خطيرة قد يكون الطرفان فيها خاسرين, فتلطيخ السمعة الزوجية يسيء كثيراً، بالمقابل هذا الأمر يتطلب من الرجل نفس التصرف فما ينطبق على المرأة المطلقة ينطبق على الرجل المطلق تماماً.
من أجل ذلك يستحسن أن يحفظ أي طرف غيبة الطرف الآخر, ومناقشة الأمر, وعرض الأسباب بموضوعية, واللجوء إلى المحاكم المختصة.
في الواقع تتطلب الحياة الزوجية جهوداً ضخمة لإنجاحها, وقدراً كبيراً من العطاء الذاتي والتفهم, ولا يمكن حصر أسباب الطلاق بعامل واحد فهناك العديد من العوامل المؤثرة النفسية والاجتماعية والشخصية. بأي حال فإذا وقع الطلاق الذي قد يصبح أمراً لا مفر منه فإن مفاعيله تنعكس على علاقة العائلتين ببعضهما البعض, كما تنعكس أيضاً على الأطفال, ويجب تجنب الدخول في خلافات خطيرة مع الأهل إذ لا يمكن سلخ الطفل عن جده وجدته . فليس الطلاق مسألة تخص الزوجين بشكل بحت, بل تخص عائلة الزوجين وأطفالهم. فهؤلاء يجدون صعوبة في التأقلم مع الوضع الجديد, وحياتهم اليومية الجديدة( المكان – المدرسة – الأصدقاء- الوضع المالي – مشاهدة الأب , الأم …) وهم سيطرحون أسئلة كثيرة تتعلق بوضعهم الجديد, والتهرب من الإجابة عن هذه الأسئلة يعقد المشكلة فالطفل يتمتع بذكاء, وقد لا يقتنع بجواب إذا لم يكن واقعياً, وضمن حدود المعقول. إن الإجابة على أسئلة الطفل وهواجسه بشكل صحيح وسليم يساعده على تفهم المشكلة ومواجهتها, كما يمده ببعض المعنويات من أجل التأقلم والانخراط في وضعه الجديد. ومن المفيد جداً أن يعرف الطفل أنه محبوب من أبويه مهما كانت الأوضاع بين الزوجين . هذه هي الرسالة التي يجب أن يسمعها دائماً حتى وإن كانت تلوح في الأفق مؤشرات زواج جديد, لأن شعوره بأنه لا يزال محبوباً ومحمياً يساعده على مواجهة الوضع بشكل جدي أكثر. ومن الأفضل تفادي الشكوى والملاحظات المرة أمام الطفل بصوت منخفض, لأن ذلك يؤلمه, وتنتابه مشاعر مضادة, ولا يعرف ماذا يفعل . فهو يريد حماية الأهل ويحبهما معاً. ويحدث في بعض الأحيان أن يتخاصم الأهل أمام الأولاد , في هذه الحالة لابد من شرح أسباب الخصام مع تجنب الكلمات النابية. أخيراً:
لا يمكن للطفل أن يحتفظ بكل شيء داخله, إنه بحاجة للتعبير عن أحاسيسه: غضبه, ألمه, حزنه أمام موضوع الطلاق والذي لا يمكنه أن يسيطر عليه, ولكنه يعيشه واقعياً ونفسياً مع كل النتائج. والأهم كما يقول العالم النفساني /مارتان/ يجب أن نقبل ببكائه أو برفضه أن يتكلم , ومن خلال تحمل الأهل لآلام الطفل فإنهم يقدمون له وسائل تخطيها.

رفيدة يونس أحمد

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار