من دروس الحياة…

الوحدة : 15-9-2021

عندما كنا صغاراً، هل ما زلنا نذكر أهم القيم التي تعلمناها حين كنا في المرحلة الأولى من مراحل تعلم مواجهة الحياة؟
كلنا يذكر أول مدرسة دخل إليها، وغالباً ما نحمل في ذاكرتنا بعض المواقف التي حدثت معنا في المدرسة، ومع أول خطوة نخطوها في مشوار الحياة. مع أول صفّ مدرسيّ ندخل إليه، فإننا نبدأ بتعلم مبادئ جديدة لم نكن نعرفها.. كالالتزام بنظام معين واحترام القوانين إضافة إلى عدة أمور التي تكون مهمّة بالنسبة لنا طوال الحياة ،وليس فقط ضمن أسوار المدرسة. إذ لا تعد المبادئ والدروس التي نتعلمها في المدرسة من الأمور التي تطبق في المدرسة فقط، بل إنها من الأساسيات التي يجب أن يعتمد عليها الشخص في حياته كلها، حتى بعد مغادرته سنوات المدرسة والتعلم. ويقول الخبراء: إن هناك بعض الأشخاص الذين ابتعدوا أو تناسوا أهم المبادئ والدروس التي تعلموها أثناء الطفولة، على الرغم من أنها من الأمور الأساسية في الحياة. ولكي تكون شخصاً ناجحاً في الحياة، فإنه من الضروري أن تنتبه إلى الدروس والمبادئ التي تعلمتها في الصغر.. ولذلك، فإنه من الضروري أن تتذكر دروس الحياة الأساسية التي تعلمناها في أول صف دخلناها في المدرسة.. ومن المبادئ التي نذكرها هي الاعتذار: في كثير من الأحيان قد لا نميل إلى الاعتذار في حال أخطأنا في حق أحد الأشخاص من حولنا. كما أننا في أغلب الأحيان نعتذر فقط لأن ذلك يعد “إتيكيت” اجتماعياً، لنسهل عملية التواصل مع الآخرين من حولنا. إلا إننا أحياناً في الواقع قد لا نميل إلى الاعتذار في حال كان بإمكاننا ذلك. وكلنا يتذكر أنه عندما كنا صغاراً في المدرسة، كنا نتعلم أن نعتذر عن أي خطأ نرتكبه بحق زملائنا أو المدرسة مهما بدا بسيطاً. إلا أننا ننسى عندما نكبر أن الاعتذار وبصدق للآخرين الذين أخطأنا في حقهم أو جرحنا مشاعرهم يمكن أن يساعدهم على مواجهة الموقف بشكل أفضل
. وغالباً ما يمنعنا غرورنا من الاعتذار لمن أخطأنا في حقهم. إلا أنه ولكي تكون شخصاً سعيداً وناجحاً في الحياة، فإنه من الضروري أن تلتزم بهذا الدرس البسيط الذي تعلمته في المدرسة وأن تعترف بالخطأ الذي ارتكبته. ويمكن أن نلحظ أنه ومن خلال الاعتذار بصدق، فإننا نتجنب الكثير من المواقف القائمة على سوء الفهم.
وأما المبدأ الثاني هو ألّا تكذب: من المؤكد أن جميعنا يتذكر هذا المبدأ، فمن منا لم تعلمه المعلمة في المدرسة أن الكذب هو من الأمور السلبية والتي يجب ألا يعتمدها أبداً وإلا كانت العواقب وخيمة للغاية! ومن الدروس التي أهملناها في الكبر وبعد أن تجاوزنا مرحلة الطفولة، هي الالتزام بقول الصدق. وعندما نبرر لأنفسنا ونعد الكذب أبيضَ، فإننا غالباً ما نكون نعطي لأنفسنا الضوء الأخضر لأن نكذب في عدة أمور أخرى قد لا تكون بسيطة أحياناً. لذلك فإنه من الضروري أن نحاول قدر الإمكان الابتعاد عن الكذب والالتزام بهذا الدرس الأول في الحياة.

سها أحمد علي

 

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار