الوحدة : 12-9-2021
كان اللون الأصفر صديقنا.. والغيم والمدى.. والدروب الطينية والأوراق المتساقطة!
حملنا في قلوبنا، كما في حقائبنا المدرسية الصغيرة، أشعار سليمان العيسى وصوت فيروز، ودفاتر الحنين التي لم تعرف ألواناً متعددة سوى الحب!
ذات أيلول..
أنشدنا أحلامنا.. وكتبنا بلغة المطر أصدق القصص وأدفأها..
ذات خريف…
تمسكنا بطرف ثوب أمهاتنا في أول يوم نذهب فيه إلى المدرسة، وكأننا كنا نود أن نقول لهن لا تتركوننا نواجه عالماً جديداً وغريباً لا يشبه وجوهكن الصادقة والمحبة .. لا يشبه نبتة العطرة ووردة الكاردينيا وشاي الزوفا البرية في منازلنا البسيطة..
لا يشبه قصص جداتنا.. ولفافة التبغ البلدي وسبحات أجدادنا وأصواتهم التي تبعث على الطمأنينة مهما اشتدت الظروف!
ذات خريف.. غابت صور ووجوه كثيرة.. فقدنا ذلك الخيط السحري الذي كان يربطنا بالغيم ويأرجحنا في غابات البنفسج البري..
تبدلت ملامحنا.. وابتسامتنا.. وأصابعنا الصغيرة.. حملنا همومنا في حقائب تكسر الظهر.. وابتعدنا عن سكة الغيم والمدى..
ذات خريف.. فقدنا شيئاً لم نعد نتذكره جيداً.. لكنه يشبه ذلك المطر الناعم في ليلة الميلاد! وصوت الشعر وهو يشيب!
منى كامل الأطرش