الوحدة : 11-9-2021
مللت الجلوس في البيت مكتوفة الأيدي بعد التقاعد وسط ضيق المعيشة والأحوال, فتشت بين جوانبها لأسمع عن دورات مشيدة في جمعية تنظيم الأسرة ودون أي تكلفة, ولما وصلت إليهم اخترت ما يناسبني، دورة منظفات تعود على بيتي وأولادي بالفائدة، وسجلت لابنتي في دورة المكياج والشعر، لتوفر على نفسها مشقة الانتظار لساعات في صالات الحلاقة ومغبة الأسعار, دورة المنظفات توفر عليّ قصد الأسواق كل حين، والتفتيش فيها عن منظفات بأقل الأسعار، وفيها الجودة والنظافة بروائح وألوان، خاصة أن السوق يعج بالغث والرث والفاسد، لأشتري سائل الجلي وأصبه في (المجلى) بكميات كبيرة دون جدوى, واليوم أجد الفرق كبيراً، وبت أميز بينها جميعاً، ولا تساوي قيمتها، بل لا أحتاج لشرائها بعد أن تعلمت لأصنعها لبيتي وأقربائي، وأنصح كل الناس أن تقصد الجمعية، وتستفيد مثلي لتوفر على نفسها مغبة هذه الأيام و(ببلاش).
هذا ما ما سمعناه من السيدة سهام طريز لما قصدنا المساحات الآمنة (مركز دعم وتنمية المرأة) لجمعية تنظيم الأسرة في الرمل الشمالي، وقد أشارت أنها تمشي لأكثر من نصف ساعة لتصل إلى المركز بكل همة ونشاط، وتعتبرها رياضة صباحية، وتشكر الجمعية وأهلها على كل ما يقدمونه من دعم وفائدة.
رغداء خير بيك، مدرسة، مرشدة نفسية: أحب تعلم كل شيء ولا أمل, وكلما أسمع عن دورة تدريب أسجل فيها إن كانت بأجر أو لا, واليوم كانت لي فرصة تعلم صناعة المنظفات التي أحب, وهي تتطلب مهارات يدوية أجيدها, حياتنا اليومية تتطلب التطور، والتأقلم مع الأوضاع الاقتصادية والتحايل على المعيشة, لهذا سجلت بدورة المنظفات التي تقيمها جمعية تنظيم الأسرة لأتعلم صناعتها بكل جودة أبغيها وبالرائحة التي تريحني كوني مصابة بحالة تحسس, فالسوق فيه الكثير وتحتار في الاختيار، وتقرأ التركيب عليها ولا جدوى, التعلم هنا أكاديمي، وبمعايير وعلى أصوله، لأشتغل لبيتي وأحبابي، كما يوفر دخلاً إضافياً يساعد في تجاوز الظروف الصعبة التي نعيشها ويقينا شر الحاجة والعوز, ونقول سر تطور الدول وتقدمها هو اهتمامها بالتعليم المهني وهو صلب التعليم ومن الجميل أن يسعى الإنسان لتطوير ذاته وخبراته ويرافقه مردود مادي يعينه في حياته اليومية ليعيش بكرامته.
المدربة تعطي بكل روح رياضية ومن قلبها، ولا تبخل علينا بالأجوبة لكل أسئلتنا وبمعايير نظامية، ليكون عملنا باحترافية استفدنا كثيراً, تعلمت سابقاً سائل الجلي لكن الفرق هنا واضح وكبير, لهذا سأشتغل وأطور نفسي اقتصادياً بخطوات ولاحقاً سيكون لي مشروعي الخاص.
مريم سقاطي، مدربة بصناعة الصابون والمنظفات: أشارت بأن السيدات المشاركات بالدورة هن بأعمار مختلفة ومعظمهن كبيرات بالسن وتقول: العمر ليس بمقياس للتعلم، وأجدهن أكثر اهتماماً من الصغيرات, ويدرين جيداً فائدتها وحاجتهن لها اليومية والمستمرة بكميات، حيث إن المنظفات من الضروريات، وأسعارها بالأسواق تقصف عمر الراتب, وما يطرح في الأسواق فيه الجيد والتوب والتجاري و(الجيد فيه سعره ) صحيح أن مستلزمات الصناعة أسعارها اليوم مرتفعة لكنها تبقى بأقل تكلفة من المطروح حتى على الرصيف, فكيلو سائل الجلي يكلف 1000ليرة وبجودة عالية لكن شراءها من صناعة المعامل ب 3000-4000 ليرة والتجاري سعره خفيف والذي يشبه جودته, الكميات والمعايير التي أرشدتهم إليهم تعطيهم منتجات جيدة ومكفولة لأكثر من سنة ولهن فيها مردود جيد ومشاريع, وإن تقولين كيف لهن التصريف والبيع؟ أقول: ليبدأن من بيوتهن ويوزعن عينات على الأهل والجيران ليكون لهن الترويج والإعلان, بعدها لهن أن يبحثن عن الرزق في المطاعم ومحلات السندويش وغيرها, وهو ما بدأت به ليكون لي اسم وشهرة هذه الأيام ومشروعي أراه يبصر النور ويشرق مع شمس كل صباح, حيث أصبح لي طاولة يومية في سوق المرأة الريفية من المنتج إلى المستهلك, لقد تعلمت في الأمانة السورية دورة صناعة المنظفات وتخرجت منها بالمرتبة الأولى ونلت فيها جائزة فيها جميع التجهيزات والمواد لهذه الصناعة ومنها بدأت مشروعي وانطلقت وسط هول الأسواق والحمد لله نجحت.
جمعية تنظيم الأسرة توفر لنا كل مستلزمات هذه الصناعة للتعلم ودون أي تكلفة منا, وهذه المرة الأولى التي أدرب فيها عندهم ولن تكون الأخيرة, حيث اشتغلت مع جمعيات كثيرة مثل الأمانة السورية للتنمية والهلال الأحمر بالدعم الاجتماعي والدعم النفسي وجمعية (موزاييك وتسامى والمقعدين وأصدقائهم بمشروع أثر في القرداحة وحي الحمام باللاذقية).
هدى سلوم