الوحدة : 11-9-2021
الأسرة كلمة شاملة، تحيط بها الكثير من المواقف الاجتماعية والعائلية المعقدة أحياناً، لكن إذا تداركناها مسبقاً، وعرفنا كيف نتصرف عند كل موقف أو مشكلة تواجهنا، سنشعر بأن الأمور سهلة وبسيطة.
بعد أن أصبحت أكثرية النساء في عالمنا الشرقي عاملات، ومع وجود أسرة وأولاد، نرى أن بعض العائلات اليوم تطلب خادمات إلى بيوتها للمساعدة، وبوجود الخادمة الغريبة عن أفراد الأسرة ومع اختلاف اللغة والثقافة تتغير الكثير من الأمور إيجابياً وسلبياً.
من الناحية الإيجابية تفرح ربة المنزل بأن هناك من ينوب عنها في نظافة المنزل وترتيب الغرف وغسل الملابس وكيها والانتباه للأولاد في فترة غيابها عن المنزل، ولا بد للولد أن يتعلق بها إلى حد ما، كونها شخصاً يعيش معه، ويهتم به من حين لآخر، لكن السلبيات قد تكون أكبر إذا لم تتدارك الأم الموضوع من بدايته، فتصبح الخادمة هي ربة المنزل، ولا نقصد هنا طريقة المعاملة، (فالمعاملة هنا خط أحمر) لأن الخادمة إنسان في النهاية، ويجب أن تعامل باحترام، لكن ما نقصده هو تحديد مسؤولياتها والإشراف على كل شيء، ولذلك نقدم أهم النصائح إلى كل من الأم
العاملة وغير العاملة عندما يكون لدى إحداهما خادمة في بيتها.
منذ وصول الخادمة إلى بيتك يجب أن تعلميها كيف تريدين سير الأمور في منزلك، وتعلقي على أي حركة أو عادة مزعجة تقوم بها بعفوية، حسب ثقافتها، وذلك لكيلا يتعلم منها أولادك ما هو غير صحيح.
لا تلقي أعباء المنزل والأولاد عليها لكيلا تجدي نفسك بعد فترة مضطرة إلى طرح الأسئلة عليها والاستفسار عن بعض الأمور التي يفترض إنها من اختصاصك.
الأفضل أن تهتمي أنت بترتيب خزائن الثياب، لكن إذا لم يكن لديك الوقت الكافي فأقل شيء تفعلينه هو إعطاؤها معلومات دقيقة حول طريقة الترتيب التي تريدينها وأين تضع كل قطعة، وتأكدي من أنها التزمت بما تقولين وهكذا لن يكون عليك أن تسأليها أين كنزتي وأين فستان ابنتي؟..
إذا كنت تتركين طفلك معها ضعي له برنامجاً تتبعه متى وماذا يأكل ومتى ينام، ماذا يفعل.
عند غيابك عن المنزل اتصلي بها مرتين على الأقل واسأليها عما قامت به حتى الآن، لتشعريها بضرورة معرفتك بكل الأمور وعليك أن تعوضي أولادك ما فاتهم في أثناء غيابك عن المنزل، فإذا كانوا أطفالاً تلعبين معهم وتقرئين لهم القصص وتأخذينهم في رحلة قصيرة أو في زيارة، وتتبادلين الأحاديث معهم وكل حسب عمره أي عليك تخصيص الفترة التي تسبق نومهم لتكوني دائماً إلى جانبهم، وهذا ينطبق أيضاً على الوالد.
عند اصطحاب طفلك إلى الطبيب عليك أن تدخلي أنت معه وتقفي إلى جانبه، وتذكري أن إهمال هذه الأمور يجعل الولد يتعلق أكثر بالخادمة، خاصة وأنه يمضي أكثر أوقاته معها وبالتالي سيؤثر ذلك في اللغة التي يكسبها في بداية كلامه وفي ارتباطه العاطفي بها وستقوم هي بتلبية مختلف حاجاته وهذا ما يجعله مفرط الدلال ويبكي لأتفه الأسباب.
وبالنسبة إلى المنزل فستكونين أنت ضيفة فيه، وستلاحظين عند غياب الخادمة في يوم عطلتها مثلاً كيف تضيعين وتتوترين، لذلك حاولي من البداية ألا تكوني (اتكالية) وأن تهتمي بكل شيء وتمسكي بزمام أمور المنزل لأن هناك الكثير من التجارب السلبية التي نسمع عنها وتختصر بتحويل الخادمة إلى سيدة المنزل، واختلفت آراء بعض النساء العاملات حول دخول الطفل إلى الحضانة أو بقائه مع الخادمة في البيت لكنهن أجمعن على عدم الاتكال على الخادمة وتحديد مسؤولياتها.
لمي محمد معروف