الوحدة : 4-9-2021
أضرمْ ما لديكَ من شوق,
فالمراكب تقترب من الموانئ…
وهناك على الرصيف من ينتظر.
في عرض قلبك,
أو في عرض البحر,
تاهت حكايات كثيرة..
لملمت بعضها نوارس تائهة,
وغمر الزيت المنسكب بعضها الآخر..
وحدها حيتان البحر تفتح فاهها لكل شيء,
وتلتهم كل شيء..
حتى الحكايات!
×××
الورد أكرم مخلوقات الله,
لا يحجب جماله,
ولا يغلّف عطره..
وحده الإنسان يحاول سرقة كل شيء..
الورد يموت حين يجمّع في باقات،
والعطر يفسد عندما يوضع في قوارير
وندّعي أننا سادة الدنيا!
×××
خلف ذلك القصر,
ثمة مقبرة يزينها الرخام
وتضج بألف وجع..
لو ينهض أحد الراحلين ويخبرنا:
هل يبرد؟
هل يشعر بالجوع؟
هل يأسف على مخصصاته من السكر؟
ماذا لو خُيّر بين البقاء في قبره
أو العودة إلينا؟
×××
قال لها:
أحبّ الشاي (دلع)….
نهضت،
عادت بفنجان قهوة…
قال: ربما لم تسمعين جيداً
قالت: أنا أحبّ القهوة..
ضحك, أو ربما بكى،
وفي قراره نفسه تساءل:
أسطوةُ النساء هذه
أم هو (دلع)؟
×××
ذات يوم,
طمرتُ في (الحاكورة)
قطعة نقود,
بقيت عدة أيام أسقيها…
لم تنبت,
نبشتُ التربة بأصابعي البريئة
وجدت قطعة النقود وقد صدأت,
ومن يومها,
وأنا أزرع الفرح!
×××
لصديق يدخن الـ (كنت):
دع علبة سجائرك في جيبك
لا تضعها على الطاولة,
لن يجرؤ أحد على إبراز لفافة تبغه الآتية من الجبال والجرود, فحتى الدخان يشعر بالفروقات الطبقية.. علبة دخان أجنبي بتعب مزارع دخان بلدي يوماً بأكمله وربما تعب موسم..
×××
الله معك..
أنت مسرع, وأنا منذ ساعتين على هذا المفرق.. لو أنك ذقت يوماً مرارة الانتظار, لما بقيتُ أنتظر..
يا راكبي السيارات المفيمة وغير المفيمة.. اكسبوا دعوات من توصلوهم بطريقكم..
×××
كل العصافير نامت..
وحدها صغيرتي تنادي بصمتها:
(يا رب ترجع لينا.. يا بابا بالسلامة).
بقلم رئيس التحرير غانم محمد