الوحدة : 3-9-2021
تيماء عزيز نصار
في يومِ جمعةٍ اجتمعنا مع الأهل في أحد شواطئِ مدينتنا الذي بقي دونَ حواجزَ تخنقنا زحمةُ البشرِ في مكانٍ لا يكادُ يتسعُ لعشراتٍ من أناسٍ آخرين، أحاولُ الاستمتاعَ بالبحر، لكنَ أنتشارَ الأطفالِ بكثرةٍ ملفتةٍ دونَ رقيبٍ من الأهلِ، أثارَ استغرابي، أطفالٌ لم يكملوا الأعوامَ من أعمارهم يسرحونَ بينَ الموجِ الذي يتقاذفهم وهم يضحكونَ ببهجةٍ، في اليوم التالي يعلنُ عن طفلةٍ تاهت عن أهلها البارحةَ في نفس المكانِ، حيثُ شوهدت جثة هامدة في أعماقِ البحر..
×××
تتوالى في كلِ يومٍ أخبارُ حوادثٍ على الطرقاتِ بسببِ السرعةِ الزائدةِ، وسجالٌ بين فتيانٍ طائشينَ، وسرقاتٍ وتخريبٍ، وانتقامٍ لغلبةِ النرجسيةِ عند المجرم، نتيجتها هدرُ دمِ أحدِ الأبرياءِ.. أصبحت تتكررُ هذهِ الصورُ المؤلمةُ في مجتمعنا وما من رادعٍ..
×××
تسمعُ صوتَ قذيفة ما قربَ منزلكَ، تمضي الدقائقُ مرعبة مهولة، لاتقفُ في الشرفةِ خوفاً من قذيفة أخرى، تشدُ من أزر شجاعتكَ عندَ سماعكَ كثرة الأصوات البشرية في حيكَ وتقفُ على الشرفةِ لترى جموعً من البشرِ تتراكضُ باتجاه مصدرِ الصوتِ، تذهبُ باتجاههم متبعاً غريزةَ القطيعِ، لترى خزانَ وقودٍ مهشماً ملقى قربهُ عاملٌ مسكينٌ اختفت ملامحهُ لكثرةِ الجراح النازفةِ، لا أحد يقتربُ منهُ، يكتفونُ بالتصويرِ بأحدثِ الأجهزةِ بفضولٍ عالٍ ..
هل أصبحت هكذا ضمائرُ البشرِ نتيجةَ القوانينِ المجحفةِ بحق الإنسانيةِ.
هل هناكَ أملٌ بصحوةِ ضميرٍ ما..
تيماء نصار