صوت الوحدة.. أولاً… وأخيراً !

الوحدة: 1- 9- 2021

 

لا يعني (النقّ) على أساسيات الحياة اليومية تخليّاً عن القيم الوطنية, ولا يستطيع وجع كل يوم, مهما كان قاسياً, أن يصرفنا, ولو للحظة, عن الحرب التي مازالت تضرم ضدّنا, نحن السوريين.

عدوّنا خبيث أكثر مما نعرفه, وهو أشد مكراً من أن يتجاهل تفاصيل يومنا, ويعمل على استغلالها بـ (ذكاء), فإن نجح بـ (إخراج) أقلّنا من المعادلة الوطنية يكون قد حقق (مكسباً كبيراً)!

عندما كان السوريون يقيمون أعراس الشهادة في كل الساحات كانت غطرسة الغرب وأدواته تُهان، وتُداس بنعال أبطال الجيش العربي السوري, وكان المشغلون ناقمين على أدواتهم لأنهم لم يجنوا المقابل الذي توقعوه لقاء المبالغ الطائلة التي سخروها لإسقاط الدولة السورية..

كل ذلك تجاوزناه بصبر ما بعده صبر, وبإرادة وطنية انحنى أمامها الجميع احتراماً وتقديراً, وسطّرنا كشعب يعشق الحياة أروع الصور النبيلة والمقدسة, من طفلة تطلق بكل براءتها (الله معك يا بابا الشهيد), إلى قائد عظيم يتقاسم مع حماة الديار كسرة خبز في خندق المواجهة, إلى جندي لم ينسِه الإرهاب إنسانيته, فحمل عجوزاً على ظهره وعبر بها إلى حيث الأمان…

هذه التفاصيل لم تعجب شياطين الإرهاب، بل زادت من غيّهم وحقدهم، فاتجهوا إلى لقمة المواطن، وإلى (شربة الماء)، فكان قانون قيصر الأكثر (كفراً) بتاريخ البشرية، وكانت الأدوات الرخيصة وعلى رأسها (سلطنة أردوغان) التي حرمت أهلنا في الحسكة حتى من مياه الشرب…

ماذا يعني هذا، وماذا علينا أن نفعل، وهل نستمر في ترديد عبارات الإحباط والتشاؤم.. لنقرأ ما حولنا من جديد، لنتهجّى صور الشهداء في كل ساحة، وعند مداخل الأحياء والقرى، ولنقتبس من نورهم ما يمدّنا بالعزيمة والإصرار، هذه العزيمة وذاك الإصرار اللذان لم يتخلَ عنهما جيشنا العربي السوري الذي يخوض هذه الأيام في درعا واجباً مقدساً بوجه ريح صرصر، نفخ فيها الإرهاب سمومه من جديد، وعادت مواكب الشهداء لتدق الضمائر من جديد ألا تهون وألا تقنطوا، فالنصر عربي سوري ولو  من غير كسرة خبز…

بين صبرنا كشعب وبين صلابتهم وإيمانهم كحماة للديار، هناك طحالب كثيرة، طحالب لا تنبت إلا في الظلام، ولدت عفنة، وستبقى عفنة، وهذه الطحالب هي عدونا (الأشرس)، وهي من نصوّب في نحورها كلامنا، وهي من نرفض أن تكون منّا، أو نكون منها…

هذه الطحالب، لا تحتاج مواجهتها إلى بندقية، بقدر ما تحتاج إلى وعي منّا كشعب وكل حسب موقعه، فلا نسمح لها بالتمدد تحت مقولات تحاصرنا بأحيان كثيرة تعبّر عن (الشفقة) حتى على من يستغلنا.

في بلدنا الكثير من الخير يجب أن نحسن استثماره وتوظيفه وفيه الكثير من اللئام وضعاف النفوس يتكاثرون مثل (البرغش) فإن لم نبدهم سيمتصون نسغ أوردتنا، ولن يأبهوا بنا…

دمتِ سوريتنا الحبيبة، ملاذنا الأول والأخير، المجد والخلود لأرواح شهدائنا الأبرار… العزة والسؤدد لجيشنا العقائدي الذي لم ولن يركن سلاحه، فهو الحارس الأمين على حياتنا.

بقلم رئيس التحرير غانم محمد

تصفح المزيد..
آخر الأخبار