المرأة.. سرّ نجاح الحياة

الوحدة :30-8-2021

من يقرأ الإحصاءات العالمية حول العنف ضد المرأة يصاب بنوع من الدوار، ففي فرنسا تقتل امرأة كل ثلاثة أيام من قبل عشيقها أو زوجها، هذا في دولة تعنى بالإحصاءات، لكن ثمة دول كثيرة لا توفر إحصاءات أو لا تتوفر لديها ولا يسمي الأوربيون قتل المرأة جريمة شرف، لكنها تلصق بأي جريمة ضد المرأة في العالم الإسلامي ربما للنيل من الدين الإسلامي وكأن الدين يحض على قتل المرأة وإذلالها كما تفعل التيارات الجامدة!!
العنف ضد المرأة ظاهرة عالمية لم يتمكن أحد من وقفها، أو الحد منها ففي العالم المتحضر تزداد أساليب القمع ضد المرأة بحجة المساواة والتحرر، فالتحرر وإن منح المرأة حقوقاً متساوية مع الرجل إلا أنها لم تستطع تجسيده على أرض الواقع، إذ أن نسبة النساء القياديات، أي في المناصب المهمة لا تتعدى 2 % في بريطانيا مثلاً، فيما المرأة في دول متهمة بالتخلف وصلت إلى مناصب سياسية قيادية كبيرة خاصة في جنوب شرق أسيا..
إن قضية المرأة والرجل ستبقى شائكة وملتبسة حتى بعد قرون من الآن، فالرجل لن يسلم للمرأة مقاليده مطلقاً، وحتى لو تساهل ومنحها حقوقاً مساوية فإنه سيعمد إلى عرقلة تحقيقها، حيث إن المرأة الشرقية التي تعيش منتهكة الحقوق نجدها في وضع أفضل من مثيلتها الغربية التي تتمتع بكل الحقوق! لأن المرأة الغربية وإن منحت حقوقاً مساوية فإنها تتحمل واجبات مساوية، ومن الظلم تحميل المرأة مسؤولية الاعتماد على نفسها حياتياً مثل الرجل لأن تكوينها النفسي والجسدي لا يتيح لها أداء الواجبات التي يؤديها الرجل ما يدفعها إلى استخدام أسلحتها الأنثوية لتحقيق مآربها، ولعل العنف ضد المرأة هو أحد جوانب حرص الرجل على ممارسة هيمنته على المرأة ، على رغم أن العنف ضدها محرم شرعاً، وإن سمح بضربها رمزياً إلا إذا جانبت حدود الأخلاق، فيما لا يضرب الرجل إذا تجاوز الأخلاق… لكن العنف ضد المرأة هو عمل جنائي طالما أنه لدوافع بشرية ولا علاقة له بالأديان والأخلاق،
فالقتل جريمة، والضرب والإهانة والإذلال والاعتداء الجنسي جريمة أيضاً
ولكن انتشار ظاهرة العنف ضد النساء هو من اختصاص الشرطة والقضاء،
لكن أغلب النساء لا يبلغن عن الاعتداءات ضدهن، لأن أغلب المعتدين هم إما من الأزواج وإما من الأقرباء، وهذا ما يجعل هذا العنف بعيداً عن المساءلة القانونية،
ولذا يجب سن قوانين تحمي المرأة في بيتها ومكان عملها دون الأخذ بسلطة الأب أو الزوج أو الأخ أو الأخت طالما إن الأمر يتعلق باعتداء وعنف.
حماية المرأة هي حماية للمجتمع بأكمله، لأن المرأة المهانة الذليلة لا يمكن أن تقوم بدورها كأم وتربي جيلاً جديداً قادراً على العمل والبناء والعطاء ولعل معاناة المرأة
كأم تؤثر في أبنائها فيظل الطفل يذكر هذه المعاناة ويصاب بعقدة نفسية من جرائها، فيما البيت الذي يعمه الوئام والتفاهم ينشأ أبناؤه في بيئة صحية صحيحة، وينجحون في حياتهم أيما نجاح.

 لمي محمد معروف

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار