الإحباط… عندما لا تبلغ هدفك!

الوحدة 22-8-2021

يعرف الإحباط بأنه الحالة التي تصيب المرء عندما لا يستطيع بلوغ هدف ما،
أكان السعي نحو الهدف سعياً واعياً أو غير واعِ وتطلق لفظة الإحباط مجازاً على كل نوع من العراقيل التي تحول دون بلوغ الهدف المنشود والاقتراب منه.
وفد تكون هذه العرقلة واخدة من مظهرين، فإما أن تظهر على صورة إخفاق مباشر، وإما بلا مشاركة من جانب الوعي، وتقتصر أبحاث عام النفس والسلوك في استخدامها لهذا الاصطلاح على عملية محددة تعيق الإنسان، أو حتى الحيوان عن إظهار استجابة معينة والإحباط عموماً حالة نفسية مليئة بالتوتر والقلق والشعور بالخيبة، وتصيب المرء وتسد الطرق في وجهه ويحال بينه وبين ما يصبو إليه، وقد يكون العائق شخصياً، مثل انخفاض الذكاء أو نفسياً كمشاعر الذنب التي يخس بها المرء لسبب من الأسباب، وتعرقل مسيرته نحو هدفه، وقد يكون الإحباط لسبب من البيئة، ربما يكون مادياً كالمجاعات والحرائق والزلازل أو اجتماعياً كالمحظورات والنواهي وقواعد السلوك عامة التي يترتب عليها تأخير إشباع الحاجات، أو الدوافع حتى تخين الفرص المناسبة وكثيراً ما تؤدي الظروف الاجتماعية إلى أن يوجه الفرد كل طاقاته نحو هدف واحد، واستبعاد أية أهداف أخرى، ولاشك أن الحروب والأزمات الاقتصادية والمنافسة الشديدة وعدم تكافؤ الفرص واتعصب الديني والعرقي وعدم الاستقرار الاجتماعي، كلها عقبات تسبب الإحباط.
والإحباط من وجهة نظر التحليل النفسي هو تعطل الإشباع بسبب خارجي أو داخلي، فعندما لا تكون البيئة مهيأة لإشباع الدوافع الملحة فإن الأنا يقوم باستبعاد هذه الدوافع وتأجيل إشباعها إلى أن تتغير الظروف وتحين الفرص أو قد يسمو بالدافع ويصرف الطاقة المتوجهة إليه في نشاط آخر يفيد منه الشخص والمجتمع وقد لا يستطيع التسامي بالدافع أو تأجيل إشباعه ويملكه هذا الدافع ويلح عليه ويغلبه على أمره، وقد ترتد الطاقة بالإحباط فيوجهها الأنا إلى موضوع متوهم.
وكثيراً ما يكون الإحباط داخلياً أي بسبب الأنا الأعلى والضمير الذي لا يرضى عن دافع ينشد الإشباع بطريقة تخالف التقاليد أو قيم الشخص نفسه، فيعمل على كبت هذا الدافع وطمس معالمه ومظاهره العلانية.
وقد يستجيب المرء للإحباط بالعدوان وكثيراً ما يقال إن العدوان يسبقه إحباط ولابد أن كل إحباط يؤدي في نهاية المطاف إلى سلوك عدواني صريح معبر عنه أو ضمني، سواء كان العدوان موجهاً إلى الخارج في كثير من الأحيان أو موجهاً نحو الذات في أحيان قليلة.

لمي محمد معروف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار