الركض المعيشي والشقاء اليومي!

الوحدة 22-8-2021

أمضينا الحياة كفاحاً بكفاح، ومواجهة همومٍ تتلوها هموم، ومواصلة استحقاقات الحياة في كلّ مرحلة ومتطلباتها الكثيرة التي لا تنتهي..
في مرحلة الطفولة… خطفت المدرسة والدراسة طفولتنا، لم تأخذ حقها كما يجب في اللعب والعفوية، في الحدائق وفي ساحات الحارات وأزقتها، وحتى ربما في ساحات الدار، ولم نذق طعم السياحة أو الترفيه أو ارتياد المطاعم الشعبية برفقة أهالينا المرهقين مادياً، وبقي الانشغال بالواجبات المدرسية والدوام المدرسي هو الشغل الشاغل لحياتنا الطفولية، وهكذا صار التعليم الابتدائي هماً لأجيال الأطفال يتحكم بطفولتهم القصيرة، وفي مجيء أوقات العطل الصيفية ذهب الوقت لمساعدة الأهل في أشغالهم في البيت وخارجه…
في عمر اليافعين وبداية الشباب… معظم الوقت ذهب لمتابعة دروس المراحل الإعدادية والثانوية التي تسعى لملء عقولنا بالرياضيات وقواعد النحو واللغة الأجنبية والمعادلات والنظريات والفلسفات… إلخ.
وفي سنة البكالوريا كانت سنة استنفار لعقلك ولجسدك ولعيونك ولأهلك، لا مجال للتنفس ولا للترويح عن النفس إلا قليلاً، وتجاوزنا ذلك ودخلنا ميدان الجامعة والاختصاص لندخل في ضغط دراسي جديد وأعمق، فعليك أن تنجح على الأقل في خمسين مادة علمية أو أكثر حسب الاختصاص الجامعي وفروعه، حتى تنال الشهادة الجامعية المنتظرة…
في عمر الشباب وبعد التخرج… كان الجهد منصباً ومركزاً نحو إيجاد فرصة العمل ونوعه ومكانه والتأقلم معه لتبدأ رحلة معاناة جديدة، كيف ستؤسس لحياتك كفرد مستقل عن الأهل، وتسعى لتأمين سكن وأثاث بيت ونفقاته، ومن ثم تأمين متطلبات الزواج من مهر وتكاليف والتأقلم مع مصاريف الحياة الأسرية الجديدة، وعليك أن تكون متأهباً دائماً لمواجهة منغصات الحياة المهنية والحياة العائلية…
بعد الزواج… بدأنا نتعرف على الهموم الصحية الطارئة علينا بفعل العمر والتعب مثل ارتفاع ضغط الدم والتوتر النفسي وألام الجسد وضعفه والتي تفاقمت حالياً نتيجة الظروف المعيشية الصعبة وزيادة هموم الأولاد ومتطلباتهم…

نركض ونركض إلى أن تأتي لحظة السقوط، حيث سيتوقف التنفس والقلب عن الخفقان، وقتها سنستريح بكل تأكيد.

زاهر البركة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار