مخرجات البحث العلمي في الجامعة إلى أي مدى تخدم عملية التنمية المأمولة؟

الوحدة 17-8-2021

تحتاج معالجة المشاكل الناجمة عن الأزمة السورية خططاً واستراتيجيات لزوم عملية التنمية، ويشكل البحث العلمي حجر الأساس في هذا، حيث يقدم أفكاراً بناءة تتلاءم مع احتياجات سوق العمل في سورية بهدف تسريع عملية النمو الاقتصادي، لذلك وجب تقديم كل الاهتمام والدعم للباحثين للارتقاء بالبحث العلمي فيمارس دوره الفاعل في مرحلة إعادة الإعمار.
وللوقوف على أهم المستجدات والاقتراحات في مجال تطوير البحث العلمي التقينا د. محمد ناصر نائب رئيس جامعة تشرين لشؤون البحث العلمي الذي حدثنا مستعرضاً أهم المنطلقات الأساسية التي قدمها في هذا الإطار والتي تشكل مقترحات لتطوير البحث العلمي..
بداية أشار د. ناصر إلى ضرورة التعاون والتنسيق بين كليات الجامعة والمعاهد العليا لوضع الآليات التي من شأنها تعزيز ثقافة البحث العلمي لدى أعضاء هيئة التدريس والتركيز على أهمية العمل بأسلوب الفرق البحثية ، كما لفت إلى أن مرحلة إعادة الإعمار تتطلب ترميم البنى التحتية للمخابر العلمية والبحثية وضرورة إجراء صيانة للتجهيزات المخبرية وخاصة الأجهزة البحثية، وأضاف: يجب إعطاء أهمية للغة الإنكليزية لأن الكتب والمراجع والمجلات العلمية تصدر بهذه اللغة.
ونوّه د. ناصر إلى أهمية عقد اتفاقيات ثقافية مع جامعات متقدمة وفي بلدان مختلفة وتبادل خبرات أعضاء هيئة التدريس في هذه الجامعات بهدف التدريب وتبادل الخبرات وذلك للارتقاء بمعايير أداء البحث العلمي والتدريس الجامعي وتحسين جودتهما، وأكد على ضرورة تنظيم البحث العلمي لأعضاء هيئة التدريس وطلبة الدراسات العليا وفق رؤية وأهداف الجامعة المنسجمة مع خطة التنمية في القطر، إضافة لإيلاء جانب التحليل الإحصائي أهمية كبيرة عند تحليل نتائج الأبحاث العلمية لتكون أكثر موثوقية وموضوعية. و تابع د. محمد ناصر حديثه قائلاً: يجب أن تقوم الجامعات من خلال الكليات على تعزيز التفاعل والتشاركية مع مؤسسات الدولة والقطاع الخاص ما يتيح في المجال لأعضاء هيئة التدريس وطلبة الدراسات العليا الاطلاع والتعرف على المشكلات الحقيقية التي تعاني منها تلك المؤسسات وتوظيف المنهجيات العلمية لمعالجتها.
كما أشار د. ناصر لأهمية توسيع قاعدة التعاون مع الجامعات العالمية المرموقة ومراكز البحوث العلمية المتطورة النظيرة بغرض تطوير الابتكار والإبداع في البحث العلمي ، وتشجيع أعضاء هيئة التدريس لنشر بحوثهم العلمية في مجلات علمية عالمية محكمة ومصنفة في قواعد بيانات لها معاملات تأثير عالية لغرض الارتقاء وتحقيق مستوى متقدم في النشر العلمي ، والاستشهاد لغرض الارتقاء بمستوى تصنيف الجامعات في إطار التصنيفات المحلية والاقليمية والعالمية، وكذلك فإنه من المهم إجراء بحوث تطبيقية كونها تمثل عنصراً هاماً وحيوياً في حياة أي مؤسسة تعليمية وعلمية وفكرية ويجب أن تنبثق من حاجة المجتمع بغرض إنتاج سلعة أو حل مشكلة أو تقديم خدمة. وخاصة البحوث الزراعية التي تساهم في إيجاد أصناف جديدة من الزراعات والتي تعطي مردوداً عالياً يظهر في إنتاج مرتفع وتكلفة منخفضة. كما شدد د. ناصر على أهمية التركيز على مشروعات الطاقة المتجددة كطاقة الرياح والطاقة الشمسية، ومن الضروري أيضأ الاهتمام بالأبحاث المتعلقة بتقنيات النانو(نانو تكنولوجي) بمختلف الاختصاصات و اقترح بدوره التواصل مع بلدان صديقة متقدمة عالمياً في هذا المجال(إيران) مثلاً وذلك بهدف كسب الدعم اللوجستي والأكاديمي البحثي في هذا المجال . كما بيّن ضرورة تشكيل فريق من المختصين لإجراء معايرة للأجهزة الداخلية الموجودة في مخابر الأبحاث. كما اقترح د. محمد ناصر الاستفادة من بعض الأماكن الكبيرة والواسعة من الجامعة كمبنى الورش في كليتي الهمك والمدني من أجل إنشاء ورش لصيانة وإصلاح الأجهزة المخبرية.

ياسمين شعبان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار