(النفق لأجل سلامتكم) عبارة لا تنطبق عليها معايير الصحة والسلامة في نفق دوار هارون

الوحدة 14-8-2021

http://youtu.be/2Pxy5SPBoVA

تعتبر أنفاق المشاة بوجه عام ملاذاً آمناً لجميع الناس في المدن، وترصد لها مبالغ واعتمادات كبيرة من موازنة الدولة، وذلك بغية التخفيف من حالات الازدحام، والتقليل من الحوادث، التي قد تنجم عنها عند عبور الشوارع، ولاسيما أثناء أوقات ذروة ازدحام السيارات، لأن الهدف في المقام الأول من إشادة تلك الأنفاق، هو الحرص على سلامة المواطنين العابرين لها.

ولكن نفق دوار هارون للمشاة باللاذقية، الذي يقع بعد دوار الزراعة من جهة فرع المنطقة الساحلية للمؤسسة العامة للتبغ شرقاً، وقبيل دوار هارون بالقرب من مبنى الهجرة والجوازات غرباً، فهو بوضعه الحالي المأساوي، لا تنطبق عليه عبارة متوضعة على مدخله: (النفق لأجل سلامتكم) لأنه في الواقع لا توجد أية معايير، تمتّ بصلة للصحة، والسلامة العامة للعابرين له إطلاقاً، لاسيما في ظل انتشار جائحة وباء كورونا، حيث أن أكوام القمامة منتشرة بكثرة وكثافة، بدءاً من درج النفق عند مدخله، وصولاً إلى داخله كاملاً، مضافاً إليها تراكمات الأوساخ القذرة، التي تنبعث منها روائح كريهة تزكم الأنوف، والتي على الرغم من كل بشاعة منظرها، وروائحها المقززة والمنفرة، فلا يزال العديد من المواطنين، يعبرون ذاك النفق يومياً بكثرة ملحوظة، كونه مقصداً اضطرارياً لا خيار لهم من عبوره، لأنه لا يوجد بديل آخر عن استخدامه، كممر ضروري للمشاة في موقع منطقته الحيوية.

ولكن، السؤال هنا الذي يطرح نفسه على نحو مُلح: من أين تأتي كل تلك الأكوام من  القمامة، ولاسيما أكياس الشيبس، والبسكويت، وأكواب القهوة والشاي، وعبوات المشروبات، والعصائر الفارغة بأنواعها المختلفة؟! ولماذا يصر أيضاً بعض العابثين – للأسف- على تحويل ذلك النفق إلى بؤرة للقاذورات، والتلوث البيئي، جراء محاولاتهم  في بعض الأحيان للاضطرار إلى تفريغ بضع حاجاتهم الفيزيولوجية من تبول، وتغوط؟!..

(الوحدة) رصدت بالفيديو، حالة المعاناة المتفاقمة للمشكلة الماثلة حالياً، ومتكررة  الإهمال لنفق دوار هارون للمشاة، وقد عبر لنا بعض المواطنين، الذين التقيناهم عن شدة استيائهم، وانزعاجهم واستنكارهم، نتيجة للوضع الكارثي الراهن، الذي آل إليه وضع النفق مؤخراً، والذي لا يليق بمدينة اللاذقية عروس الساحل، ولا بحضارتها التاريخية العريقة، فضلاً عن الآثار السلبية لما يخلفه المشهد نفسه من نواتج صادمة للرؤية، تعكس بدورها انطباعات سيئة للغاية، وتترك آثارها المحزنة في أعماق النفوس، عما وصلته من التردي ،والإهمال، وعدم الاكتراث، والعناية والاهتمام.

وأي صورة سيأخذها القاصدون لمدينة  اللاذقية عند مشاهداتهم هذا الوضع المزري، الذي نضعه بدورنا على جناح السرعة برسم مديرية النظافة في مدينة اللاذقية للعمل بشكل فوري، ودوري على تنظيف النفق المذكور، واغتساله، ورشه بالمبيدات الحشرية المناسبة، منعاً لانتشار بعض الأمراض المعدية، التي قد تنتقل عدوى الإصابة بها لبعض المارة، ولابد من أن نلفت النظر في هذا السياق  أيضاً إلى ضرورة التشديد على مستثمري الأكشاك والمحال المجاورة لها، والمتوضعة على جانبي النفق من جهة الهجرة والجوازات، والتأكيد عليهم بوضع سلال للقمامة بجانبها، لكي لا يرمي من يبتاع منها أي شيء من مخلفات مشترياته في قلب النفق، أو على مقربة من محيطه. 

وتالياً، ثمة سؤال آخر نطرحه هنا، وهو:

 أين دور مديرية البيئة، التي – كما يبدو- أنها غافلة وغافية، وتغط في سبات عميق، وكأن الأمر لا يعنيها بأي شيء، مع أنه في الحقيقة، هو من صلب مهامها وأعمالها الأساسية، لأن هكذا بؤر كارثية خطيرة جداً على معالم البيئة خصوصاً، وعلى مختلف جوانب الحياة عموماً؟

الحسن سلطانة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار