الطفل ليس محصناً من الأمراض النفسية

الوحدة : 8-8-2021

قد يستبعد الأهل تماماً احتمال إصابة طفلهم في السنوات الأولى من العمر بأي أمراض نفسية، ويتذرع الكثيرون بأسباب قد لا تمت إلى الحقيقة العلمية بأي صلة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، أن الأبوين يحيطان أطفالهما بالرعاية والحنان، وأنهما يوفران لهم كل أسباب الراحة والطمأنينة، بيد أن الأمراض النفسية التي تصيب الأطفال قد تنجم عن أسباب قد لا تخطر في بال الأهل، وربما تكون نتيجة موقف غير متوقع، أو ظرف لم يكن للأهل سيطرة عليه وفي الغالب، ينصح الأطباء الوالدين بضرورة رصد بعض الظواهر السلبية التي قد تدهم الطفل قبل الذهاب إلى المدرسة.

ومن تلك الأعراض عادة مص الأصابع أو قضم الأظفار وتشير الدراسات إلى أن هاتين العادتين قد يبدأ الطفل بممارستهما في السنة الأولى، وبات في حكم المؤكد أنهما تمثلان انعكاساً لاضطراب نفسي، أو بسبب التوتر أو القلق من الضغوط التي تمارس على الطفل في المنزل أو المدرسة، وقد تستدعي بعض الحالات عرض الحالة على اختصاصي نفسي، حيث يعمد في كثير من الأحيان إلى دراسة قائمة الممنوعات التي تفرضها الأسرة على الطفل، والاتصال مع المدرسة للتعرف إلى بعض تصرفات، وحجم الأعباء المدرسية الملقاة على كاهله، والوقوف على طرق الثواب والعقاب في المدرسة والمنزل، ويعرف علماء النفس هاتين العادتين السلبيتين بأنهما ردة فعل نفسية ظاهرة، ويتم التعامل معها بمنتهى الجدية والحزم، خاصة وأنهما تعكسان ميلاً عدوانياً أو خوفاً من الوالدين أو المدرسين، أما الطفل الذي يمارس هذه العادة، فإنه يعدها مخرجاً للشعور بالذنب عن توجيه اللوم من سلطة أعلى، قد تكون الأسرة أو المدرسة.

ويكون علاج هذه المشكلة تدريجياً وينبغي قبل كل شيء عدم تأنيب الطفل وتفادي لفت نظره وإذا كانت المشكلة في بدايتها، يمكن تشجيع الطفل على تفريغ شحنات الغضب لديه عن طريق ممارسة بعض الألعاب أو اللهو بالدمى أو ممارسة رياضة خفيفة أو هواية مسلية، مثل تعلم العزف على آلة موسيقية أو الرسم.

ومن المفيد أيضاً تعزيز مشاعر الحب والحنان والرعاية من قبل الوالدين والإخوة الأكبر سناً، إضافة إلى التنسيق مع المدرسين لإبداء قدر من الاهتمام مع هذه الحالة الخاصة.

لمي محمد معروف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار