دفاتر عتيقة..

الوحدة : 31-7-2021

يجلد المواطن السوري نفسه معظم الأحيان بتذكّر الماضي والتغنّي بتفاصيله، حتى قبل أن تكون هذه المؤامرة على بلادنا، ويحنّ باستمرار إلى أيام ذهبت بكل ما حملته معها من ذكريات حلوة في معظمها..

لا ننتبه أننا نكرّس من خلال أحاديثنا (حالة سلبية) لدى ابنائنا والمحيطين بنا، لأنها تظهر حجم المعاناة التي نعيشها حالياً..

ما العمل؟ سؤال قد يوجهه لك أي شخص يسمع هذا الكلام، لتصحو هنا من قيلولة تفكيرك، وتعود مكرهاً إلى دوامة الحيرة والعجز..

يتذكّر أحدنا أن تكاليف بناء مسكنه وزواجه، كانت أقلّ من مليون ليرة على سبيل المثال، بينما هذه المليون قد لا تشتري هاتفاً نقالاً هذه الأيام..

ونتذكر أيضاً كيف كانت ولائم (الفول والمسبحة) في كل مكان، وبالكاد هذه الأيام نجرؤ على السؤال عن سعرها..

باستثناء الموظّف، والذي قرار دخله ليس بيده، فقد توازت مع هذه الزيادات زيادات في الأجور والدخل، ويفترض أن تبقى المعادلة متوازنة، لكن هذا غير موجود، وقد يكون السبب هو حالة الجمود التي فرض عجز الموظف، والذي يشكل النسبة الأكبر في المجتمع السوري، فعلى سبيل ما قيمة أن  يكون سعر سندويشة الفلافل ألف ليرة، إن كان صاحب المطعم لا يبيع في اليوم (10) سندويشات، وما مردود محل سمانة وكل ما فيه مرتفع الثمن إن كان الآخرون لا يشترون إلا بالحدود الدنيا؟

حتى الدفاتر القديمة باتت مصدر تعب للكثير منا، وتظهر بشكل أو بآخر عدم قدرتنا على فتح صفحة جديدة.

غياث سامي طراف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار